15 يونيو، 2016

لكي يصبح المستحيل ممكن !


   

إن إصلاح الفساد المتجذر مند اربعون عاما فى مصر يستلزم مواجهة غاية فى الصعوبة ، لأنه نشأت للفساد صناعة و تأسست عليه طبقات اجتماعية ومراكز قوى ، ومصالح دولية واقليمية تفوق قدرة  السيسى  وتحاول الاطاحه به وتفكيك اوصال الدوله المصريه العصيه دائما .
              نعم لدينا تضخما وارتفاعا فى الاسعار بعضه مبرر وبعضه وأغلبه سلوكى بالدرجه الاولى وكان يمكن للسيسى مثلا فى موضوع الموازنة وغيرها أن يمررها لتتحمل الأجيال القادمة الثمن ويرفع مرتبات العاملين ويمنح وظائف جديده ولا يقترب من الدعم عاش مبارك يخدعنا وتبعة الاخوان فى تقديم الرشاوي الانتخابيه للشعب المتمثله فى الدعم وخروج الدوله من لعب دورها فى تقديم الرعايه الاجتماعيه والصحيه والتعليميه كي تلعب الجماعات دورها بكل قوه وتخطف الوعي الجمعي للشخصيه المصريه .  
كان يمكن للسيسى أن يعلن ما سبق أن قاله سابقوه عن الرخاء القادم ويترك المشاكل ويتصالح مع قوى الشر البغيه دون ان تتأزم وتتطورالمشاكل لكى يرثها من سيأتى بعده ، خصوصا وأن مدته اربع سنوات ، يستطيع فيها أن يسعدك كمواطن ببيع الدوله والتنازل عن مكانتها وتخليها عن دورها  كما فعل السابقون
             السيسى إختار المواجهة الواضحه ، عرض المشاكل وبشفافيه ووضوح فلم يقل لنا الواد بتاع السكينه ولا انبوبة البوتجاز بل الرجل كان صادقا وواقعيا مند البدايه واختار المواجهه ويكفيه انه بدأ بالاعتراف بالمشاكل وشدد على اننا شبه دوله وايضا على ان المشوار صعب واننا لايمكن ان نظل يعيارنا العرب بفقرنا  .
أما عن القتل والقتال فهو يواجه عدوا وهابيا لا يختلف عن داعش فى سوريا والعراق وفرعه فى  سيناء وفى داخل كل مؤسسه مصريه يقبع بها اخوانى او متسلف من تسمين مزارع مبارك بالاضافه لمجموعة احزاب يساريه تتكلم وتصطاد فى الماء بعد تعكيره ، لكن يظل العدو الوهابى شعاره ( إما أن نحكمكم وإما أن نقتلكم ) هو العدو الاول  يليه انظمة ومؤسسات وافراد تتنفس فسادا وتقتات على الخطف والنهب وخيارالتعامل معهم صعبا وشائكا ومحكوما بحسابات اكثرها خساره هو هروب ماتبقى من مستثمرين .
      ان سرطان التسلفن الوهابى بدا بغيضا وقميئا لكل بقاع الارض ولكنه تمكن من الجسد المصرى ووصل الى النخاع ، ولا بد من إستئصاله وليس بالمراجعات او المصالحات التى يقوم بالازهرى لان الواقع والتاريخ يؤكد انهم يدخلون فى مرحلة الكمون للتماسك ثم التمكن من المجتمع باللعب على وتر الفقر والمرض والجهل  حينما تغيب الدوله  لنعود لنفس دائرة صناعة التخلف والرجعيه .
            إن إصلاح فساد تجذر عبر أكثر من اربعين عاما لا يمكن تحقيقه فى جيل واحد ، ولا يمكن تحقيقه بدون مواجهة وتضحيات،المهم أن نبدأ على مراحل بالمصارحة والمكاشفة واصلاح مؤسسات عفا عليها الزمن مع نظرة مستقبليه لاستعادة سيناء من خلال التعمير الدى بدأ بشق الانفاق واستصلاح الارضى ومحطات التحليه .  نعم المستحيل ممكن وممكن جدا لكن هذا التحول يحتاج لوقت وصبر ووعي وارادة شعبيه قويه تمتلك فهما اكثر حكمه ان اردنا اللحاف بركب الامم .
ان الطريق صعب وطويل وشاق ولكنه ممكن بشرط عدم العوده الى لعبة وضعنا بين سندان الوهابيه ومطرقة فساد قوى الامن وكبار الموظفين !