كلنا لصوص
تعودت ان اضع يداى منذ صغرى فى جيبى وانا اسير، وانا اقف حتى وانا جالس، ليس طلبا للدفء من برد الشتاء، وليس طلبا للبروده من جسدى فى حر الصيف ، كل ما اعلمه انها عاده لربما حاولت بها احيانا ان ادارى كفاى او اصابعى خجلا مما الم بهما من سوء لانى تعودت قضم اظافرى لما يشتد بى التوتر ، هكذا كبرت وظلت معى هذه العاده كل تلك السنوات ،كل ما كنت افهمه عن هذا انه عيب ومسىء لى كقدوه ومعلم اجيال يحتذى به او احيانا كنت افسرها زيادة فى النظافه الا ازيل اظافرى فقط بل من الافضل ما تحتهم من جلد جسدى الذى كانت تعلق به قذورات زياده فى احد اخماس الفطره لكنى اكره ذلك واتمنى ان اتخلص منه حتى من سوء ذلك الحمس من الفطره صرت اضربه فى سدس حتى هذه اللحظه
اليوم فقط وانا على مشارف الخامسه والاربعين مازلت استمتع بو ضع يداى فى جيبى رغم انى لم اعد اقضم اظافرى بشكل جارف و مؤلم ورغم ان كل من يعرفنى تعود على وانا اضع يداى هكذا فى جيبى دائما وكثيرا ممن يحبوننى ربما يتشبه بى لكنى بعد هذا العمر وجدت انها عادة حميده لاننى لو لم اضع يداى فى جيوبى كنت ولابد ان اضعهما فى جيوب الاخرين بلا قصد او عمد ولكن مجاراه لمن حولى كى اكون قادرا على المضى قدما بين افراد مجتمع تعود كل من فيه ان يضع يداه فى جيب من يسطيع كى يحيى كريما فى وطن صارت كرامه الفرد وقيمته تقاس بما يمتلكه من قوه ومهاره وقدره على انتزاع البسمه والضحكه من الاخرين بينما يداك تمتد اعمق واعمق داخل جيوبهم ممتدحين مهارتك ولانى ماهرا اقتنصت سويعات واخرجت يداى من جيوبى كى ارى تلك الابتسامه العريضه مؤمنا بان مهمتى فى الحياه ان اسعد الاخرين اخرجتهما من جيوبى وامسكت بطبشور اكتب به ويبتسم من حولى ولكنى لم اكن ادرى اننى لا امد يدى نحو السبوره فى حجرة الدرس بل كنت اتعمق بها وانفذ لجيوب الاخرين فما اجمل ان ترتكب الفاحشه وانت نائم او منوم او مهلوس المهم انه بك نشوه وانت تسرق والمضحك ان من تسرقه يمدحك ويبارك صنيعك مادحا مهارتك واستاذيتك كمدرس يراه هو ناجح واراه انا فى قمة الفشل والانحطاط اذ كان ولابد ان ان تظل يداى داخل جيبى حتى فى تلك السويعات القليله.
فامثالى من الطبقه المتوسطه التى بدات تنقرض فى مجتمعنا متجهة ناحية الاسفل كى يظلوا متشبثين بالحياه وكى يستطيعوا الحصول على لقمة عيشهم فى بلدنا العزيزه مصر لم يضعوا ايديهم فى جيبهم مثلى بل اضطرتهم ظروفهم القاهره محافظه على وجودهم فى الحياه ان يضعوا ايدهم فى جيوب الاخرين مرغمين على ذلك حينا وساعين اليه حاسدين وحاقدين على من نجح فى النفاذ للجيوب منتزعا تلك الابتسامه العريضه من شفاه ضحاياه من التلاميذ او المرضى او المتهمين او ------او ------او الخ كلا يضع يده فى جيب الاخر حتى لما كنت ارفض ان اعطى درسا خاصا بعدما الم بى مرضا عضال وجدت الناس اتو بجيوبهم الى وامسكوا بيداى وداسوهم فى اعماق جيبوهم متندرين على مهارتى القديمه وانا مستمتع لانى بعد مماتى بعثنى الناس من جديد مرسلين لى جيوبهم .
هنا فقط ايقنت ان وضع يداى فى جيوبى كان عادة حميده ربما بالسليقة او بطبعى لا ادرى لكنى اكتشفت اننى لم اكن اخفى اظافرى التى افضمها او ازداد فى خمس الفطره بل كنت اضع يداى فى جيبى باحثا عن قوتى بداخلى مفضلا ان اسرق نفسى بدلا من ان اسلب الاخرين ما فى جيوبهم وكذلك علمت بان السويعات التى كنت ادرس فيها دروسا خاصه كنت مضطرا ان اخرج يداى من جيبوبى واضعا اياهم فى جيوب تلاميذى بل فى جيوب اولياء امورهم كى احصل على لقمة عيش كريمة لى واضمن حياة كريمه لنفسى مثل كل اولياء الامور الذين اضطرتهم الحياه ايضا ان يضعوا ايديهم فى جيوب الاخرين لذلك ايقنت الان اننا كلنا يا عزيزى لصوص
والان اتسأل بأى حق تحولنا كلنا الى لصوص يضع كلا منا يده فى جيب الاخر كى يحصل على لقمة عيشه؟ وهل يعاقبنا الله على هذه الجريمه ؟ هل يفتى شيخنا الجليل بقطع يد السارق الموضوغه فى جيب الاخر ؟ ام نشكل حركات كفايه جيوب ؟ام حركات تغيير خلق الله وبشر بلا ايدى؟ اقترح ان نرفع شعار ملابس بلا جيوب وشعب بلا ايدى وكفايه وحرام وخلاص وبس ومش كده يا جماعه
الان فقط أؤمن انه ليس من العيب ان تضع يدك فى جيبك وأؤمن ايضا بأنها عادة حميده لانه فى مصر ان اخرجت يدك من جيبك فانت مضطر انت تضعها فى جيب الاخر او تضعها على قفاه وان لم تفعل احدى الاثنيين فانت بطبيعة الحال مضطر ان تضعها فى مكان حساس من جسدك ولكن فى سرية فليس مهما ان تحترم نفسك ولكن الاهم ان يحترمك الناس وانت يدك فى جيوبهم فكلانا مد يده بطريقة او باخرى فالمحامى فى مكتبه مد اطرافه فى كل فتحات المواطن حتى لم اعد ادرى من ايهم يخرج الهواء وابو تريكه مد قدمه فى كبد المواطن حتى احرز اهدافا بالجمله وعمرو دياب مد يده فى قلوب بناتنا حتى لم تعد تدرى من اى فتحة تغنى الفتاه وهكذا الطبيب
ا فتح عيادته متربعا ليس داخل جيوب مرضاه بل متربعا داخل اجسادهم ينهش لحومهم كى يعيش حياه تليق به كطبيب وباحث والمدرس وضع احدى يداه على راس الطالب ودس بالاخرى فى جيب والد الطالب كى لايتسول على كوبرى طلخا والمهندس والمحامى والقاضى وكل ابناء هذا الوطن كلا منا يده فى جيب الاخر لان قانون اسبرطه احل السرقه من غير الاسبرطى وقانون مصر احل السرقه من كل مصرى فانت سارق ومسروق ويدك فى جيب اخيك صدقه وعمامتك وشال يلف لحيتك وقناة تعرض بضاعتك تكن صدقة وتتصل على اربع ستات تلاقى الحل فى كل القنوات مشايخ تمد ايدها بعيد بعيد بس طبعا ايدهم مبروكه بيكونوا متوضئين بيوصلوا بسرعه وبيزنسهم عال مش ايدهم طويله لكن بيعرفوا الجيوب الثمنيه
اكتب ذلك لكم ويداى ليست فى جيبى طبعا واعلم انك تقرا عزيزى ويداك فى جيبك لو كنت وحدك طبعا لكن حتما اذا كنتم جماعه فكل منكم لابد ان يده فى جيب الاخر لانك تجلسون سويا من اجل منفعه وانا اعزائى كانت يداى فى جيبى لانى كنت اسرق نقسى طيلة كل تلك السنوات
اكنت فعلا افعل ذالك؟
ارجوا ان يسامحنى كل من سرقتهم ، وساظل واضعا يداى فى جيبى لكى اشعر بمن سيحاول ان تتسلل يداه لسرقتى
هناك تعليق واحد:
إرسال تعليق