28 أبريل، 2010

تناغم ابوى

فى احد ايام صيف 2006  - فى وقت الاصيل، حينما تكون الشمس تلملم بقايا اشعتها مودعة كل الكائنات، بعدما تكون الارض بمن فيها قد ارتوت من ضوء السماء وحرارتها، ولم يعد بالكائنات قوة لتحمل مزيدا من عطاء الشمس السخى لكل من فى الارض ولانها اى الشمس تحس ذلك وتستشعره من مكانها البعيد تغادر تلك الناحية من الارض كى يستمر عطاءها فى جهة اخرى لكائنات اخرى تبدا فى الرحيل بنفسها. تغرب عنا مشرقة ومعطاءة كما هى لجانب اخر من عالمنا الممتد الامتناهى فما اجمل رحيلها وانت لها تواق وما اجمل انت تكون ضيفا خفبف الظل لكنى لا احبها ان ترحل لانى اشعر مع رحيلها انه قد رحل يوما من عمرى، كما ان الليل قادم وانا احبه لكنه ثقيل لانه تبدأ نفسى تستيقظ من هوسها وانشعالها بمن حولها وشغلها الدائم فى مسايرة عالم متصارع  وأبدأ فى الهزع الاخير منه فى تعداد اخطائى التى اجدها كل يوما اكبر  واكثر وافدح عن يوم سابق منتظرا اخطاء يوما جديدا  -
 فى ذلك اليوم من ذلك الصيف بينما تتجه الشمس صوب المغيب دلفت امام منزلنا لارى منظرا هالنى  وجدت ابى يفترش الارض ويمعن النظر فى الحصى الموجود امامه فدلفت مسرعا داخل المنزل واحضرت حصيرا وطلبت منه ان ينهض وان يجلس على الحصير بدلا من افتراشه للارض .فقال لى لا ياعصام، انا هكذا اكثر راحة لقد صرت يا ابنى احب ان افترش الارض دون عازل بينى وبينها فما اطهر الارض وانظفها لا شىء يعادلها راحة وحنانا فنظرت له واغرورقت عيناى بالدموع وقلت له ياه اتحب الارض لهذه الدرجه قال نعم قلت اذن والدى لقد اقتربت ساعتك ياعم الحاج)  مداعبا اياه  طالما انك صرت تحبها اذن فانت لمن تحب لانى اعلم مدى اخلاصك اذا احببت  .فقال لى افرش انت الحصير واجلس عليه بجوارى هنا فقلت انت تعلم ان جراحة بى تمنعنى من افتراش الارض لانها تؤلمنى ان لم اضع وسادة تحتى  فقال بعد كل تلك الجراحات والامراض مازلت تخاف الموت فقلت له لا ساجلس جانبك على الارض لكنك تعلم انى احب الوقوف يابى هكذا عودتنى مهنة التدريس التى جعلنى المرض اعتزلها فانت تعلم انها المهنه الوحيده هى والحلاق التى يجلس فيها الجمهور ويقف الموظف   قلت ذلك محاولا ان اانتزع بسمة من داخله وانا مازلت للشمس ممعنا النظر وهى تختفى خلف الارض وخلف االسماء وهى على حالها فقال لى لما تتأمل السماء هكذا ؟اهناك ما يشغلك ؟ فقلت لا واتجهت بنظرى للارض حيث كانت يداى والدى تتلمس الحصى والتراب لكنى وجدت التراب لايتحرك من مكانه ووجدت يداى والدى تتحركان جيئة وذهابا فوق الحصى والتراب تاركة عاليه مرتفعا كما هو وتاركة منخفضه منخفضا وكأن التراب كان يسوى كفيه وليس العكس كما الفته دائما وفى خريف 2007 بعد ان غابت الشمس وسكن الليل بينما انا اراجع اخطائى شعرت بمن يصعد السلم الخشبى المؤدى لشقة كبيرنا الغبى فتوقغت ان ثمة شيئا ما قد الم بابى   فاسرعت لحجرته لاجد التراب الذى كان يسوى يداه من عام والارض التى افترشها  ساعة مغيب الشمس وجسده كلا توحد فى الاخر متناغما مكملا صوره المغيب    

24 أبريل، 2010

انا وأبى والحمار

،التخلف نعمه،  والغباء موهبه،  وسوء الفهم غريزه ، والصلاه عاده والمواظبه عليها عباده ، والجبن  سيد الاخلاق، والجبن هو ان تحترم من تخاف، فقط  حاولت ان ادفعه للامام فوجدته يجرنى لاسفل سافلين فغباءة نعمة من الله هو مؤمن بها لدرجة ان ذكاءه نموذجا يحتذى به نفس سلالته،  كرهته لدرجة انى فكرت ان  انتقم منه ولانى ابى رحمه الله كان يعاقبنى وان اسحب له الحمار ونحن نروى ارض القطن لان الحمار كان يدهس بقدمه اشجار القطن عندما كنت اسحبه لوالدى وهو يملس قناة الرى او وهو يحرث الارض  وكلما عاقبنى والدى كنت اتذمر قائلا له يخطىء الحمار وتعاقبنى يا أبتى ؟ ماذنبى ؟ يقول لى لانك لاتدرى كيف تسوقه ؟فاقول له دعنى اركب وتعال اسحبه وان دهس شجره قطن لن اعاقبك ياعم ايه رايك يقولى يابن الايه, فاقول له بعه واشترى حمارا اخر. فيقول لى لن اتعامل مع تجار الحمير لان احدهم خدعه من زمن بعيد  المهم اعتبرته  ذلك الحمار يخطىء ووالدى يعاقبنى ، تناسيت  قساوته  وكى اتناسى تلك القساوه كنت اتظاهر باننى افهمه واقنعه بذكائه انعم بتخلفه واشعره دائما بانه الصح لكن غباءه الذكى علمه ان يصنع المشكله ثم ينسحب وانا اقود دفة المشكله ، وبعد نهايتها افهم انى مخطىء  لكن لم اختاره لكنه من اختيار الله واعتراضى على اختيار الله معصيه كبرى   ولعلمى اننى لم اختر شكلى ولا طول قامتى ولا لون بشرتى ولم اختر امى وكذلك ابى ولم اختر ذلك الذكى وباقى الاذكياء بكل حسناتهم المتفرده والفريده السيئه والمسيئه فصعبا ان تكتشف ان حب من حولك كراهيه، وكراهية من حولك بغض، وبغضهم حسدا ،ولانى   لم اختر ابى  الذى اختار لى الحمار  ولا امى الرقيقه التى اثرت ان تترك ابى وانا والحمار والاذكياء وكذلك  لم  اختر الساعة التى جئت فيها للحياه وتصادفها مع ميلاد ذلك الحمار, وكذلك لن اختر الساعة التى ساموت فيها, ولا الكيفيه التى ساموت بها, بل كل بداتى ونهايتى رهنا مرهونا باشارة من الخالق لذلك انا مؤمن انه لاخيرة لى فيما  بين ميلادى ووفاتى  فيما فرضه الله على الا ان اتعامل مع كل اولئك الحمير احيانا قليه اركب وكثيرا انحنى ليركبوا لكنى امكر احيانا انحنى بجوار مصطبه وانخى ظهرى تماما حتى يركب ثم فجاءه ارفس وازربح والقى به من على ظهرى  لكنى لا افر من علقه ساخنه تجلدنى السن الناس من حولى فاقول لهم كنت اتمرغ ظهرنى كان به قراض لم اقصد فما اروع ان تحتمر وانت مع الحمير