31 أكتوبر، 2013

مصر فى القرآن الكريم


1- ورد اسم مصر فى القرآن الكريم أربع مرات بمعنى الوطن مصر، وهى ﴿وَأَوْحَيْنَآ إِلَىَ مُوسَىَ وَأَخِيهِ أَن تَبَوّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً﴾ (يونس 87)، ﴿وَقَالَ الّذِي اشْتَرَاهُ مِن مّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ﴾(يوسف 21)، ﴿وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَآءَ اللّهُ آمِنِينَ﴾ (يوسف 99)، ﴿وَنَادَىَ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ﴾ (الزخرف 51).والواضح أن اسم مصر ورد فى قصص موسى ويوسف.
وجاء اسم مصر مرة واحدة بمعنى المدينة المتحضرة فى قصة موسى حين قال لقومه ﴿اهْبِطُواْ مِصْراً﴾ (البقرة 61) ومصر هنا لا تدل على مصر الوطن وإنما هى كلمة عربية تعنى "مصّر المكان تمصيراً، أى جعلوا مصراً فتمصر" وهذا هو معنى مصراً فى القاموس. ولذلك يقال (الأمصار) ويقال (أنشأ عمر مصراً) أو (المصرين) الكوفة والبصرة. أى أنشأ مدينتى الكوفة والبصرة وهذه يعنى أن اللغة العربية حين نطق بها العرب لأول مرة فى الصحراء نظروا حولهم فلم يجدوا مدناً إلى فى مصر، فأصبحت كلمة مصر تعنى لديهم التحضر والمدن التى تنشأ. ومن هنا فإن القرآن الكريم يستعمل كلمة مصر الوطن مفعولاً به ممنوعاً من الصرف والتنوين، فيقول على لسان يوسف ﴿وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَآءَ اللّهُ آمِنِينَ﴾. ثم يستعمل كلمة مصر بمعنى المدينة المتحضرة وهى مفعول به أيضاً ولكن يجعلها مفعولاً به منصوباً بالتنوين، فيقول على لسان موسى ﴿اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنّ لَكُمْ مّا سَأَلْتُمْ﴾.والمقصود أن اسم مصر ورد فى القرآن الكريم بالمعنيين الموجودين فى اللغة العربية، بمعنى الوطن وبمعنى المدينة المتحضرة. وفى هذا شرف للمصريين، خصوصاً وأن الاسم ورد فى قصص الأنبياء. وهم مصريون بالموطن.
2- وجاءت مصر بمعنى الأرض 33 مرة، والنسق القرآنى يضفى وصف الأرض على وطن ما إذا بلغ قومه درجة كافية من القوة كقوله تعالى ﴿فَأَمّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُواْ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدّ مِنّا قُوّةً﴾ (فصلت 15) ولذلك استحقت مصر من القرآن أن توصف بأنها "الأرض" وتكرر ذلك فى القرآن كقوله تعالى فى سورة القصص ﴿إِنّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأرْضِ.. وَنُرِيدُ أَن نّمُنّ عَلَى الّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ فِي الأرْضِ.. وَنُمَكّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ.. إِن تُرِيدُ إِلاّ أَن تَكُونَ جَبّاراً فِي الأرْضِ.. وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأرْضِ﴾ (القصص 4، 5، 6، 19، 39) ونفس الحال مع قصة موسى أيضاً فى سورة الأعراف (127، 128، 129، 137) أما فى قصة يوسف فيقول الله تعالى عن تطور مكانة يوسف فى مصر ﴿وَكَذَلِكَ مَكّنّا لِيُوسُفَ فِي الأرْضِ﴾ (يوسف 21،56) وحين طلب يوسف وظيفة من ملك مصر قال له﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىَ خَزَآئِنِ الأرْضِ﴾ (يوسف 55) أى أن خزائن مصر كانت خزائن الأرض جميعاً. كما عبر القرآن عن تمسك المصريين بوطنهم واعتزازهم به حين كانوا يقولون "أرضنا" ﴿قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَمُوسَىَ﴾ (طه 57).
3- وفى مصر توفى أنبياء وإليها جاء أنبياء، وفيها ولد ونشأ أنبياء. جاء إليها الخليل إبراهيم وتزوج من هاجر المصرية، وتحدث القرآن عن مجىء يوسف صبياً إلى مصر حيث نشأ فيها وتقلب إلى أن أصبح عزيز مصر، ثم استقدم أبويه وأسرته، فجاء يعقوب إلى مصر، وفيا مات وهو يوصى أبناءه بالإسلام (البقرة 133) وهى نفس الدعوة التى قالها يوسف حين بلغ فى مصر الدرجة العليا ﴿رَبّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ فَاطِرَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدّنُيَا وَالاَخِرَةِ تَوَفّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصّالِحِينَ﴾ (يوسف 101) وفى مصر عاش ونشأ موسى، وفيها عاش ونشأ هارون.. ولم يتحدث القرآن عن كل الأنبياء، قال تعالى ﴿وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾ (النساء 164) ولكن الله تعالى يؤكد أنه بعث فى كل أمة رسولاً ﴿وَإِن مّنْ أُمّةٍ إِلاّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ﴾ (فاطر 24) إذن فالأنبياء المصريين لم ينقطع وجودهم طوال التاريخ المصرى الممتد، أطول تاريخ مستمر فى العالم وأعرق تاريخ عرف الوحدانية.
4- ومصر يصفها القرآن بالأرض المباركة، يقول تعالى عنها ﴿الّتِي بَارَكْنَا فِيهَا﴾ (الأعراف 137). وسيناء وجبل الطور بالذات لا نجد له نظيراً فى احتفال القرآن به، ففى جبل الطور فى سيناء كلم الله تعالى موسى لأول مرة أثناء عودته بزوجته إلى مصر، وفى نفس المكان استمر تكليم الله تعالى لموسى، وعلى نفس الجبل طلب موسى أن يرى الله فتجلى الله تعالى للجبل فجعله دكاً، وعلى نفس الجبل كان ميقات موسى مع ربه جل وعلا، وعلى نفس الجبل تلقى ألواح التوراة، وإلى نفس الجبل أخذ موسى سبعين رجلاً من قومه لميقاتهم مع الله تعالى، ورفع الله تعالى جبل الطور وأخذ العهد على بنى إسرائيل، وعشرات الآيات تحدثت فى ذلك كله، ولكننا نكتفى بإيراد الآيات الكريمة التى تصف هذه الأرض المصرية بالطهر والقداسة والبركة.
يقول تعالى لموسى حين ناداه فى جبل الطور ﴿فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدّسِ طُوًى﴾ (طه 12) ويقول تعالى عن نفس الموضوع ﴿إِذْ نَادَاهُ رَبّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدّسِ طُوًى﴾ (النازعات 16) ومن حق كل مصرى أن يفخر بأن فى مصر ذلك الوادى المقدس الذى لا نظير لقدسيته فى القصص القرآنى. والدليل على ذلك وصف القرآن لذلك الخطاب المباشر من الله تعالى لموسى فى الأرض المصرية، حين رأى موسى ناراً تخرج من الشجرة، فجاءه الخطاب من تلك الشجرة، ونقتطف بعض الآيات التى تؤكد بركة وقدسية المكان وما فيه، يقول تعالى عن موسى حين جاء للشجرة ﴿فَلَمّا جَآءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا﴾ (النمل 8) فالقرآن يصف تلك المنطقة من سيناء بالبركة الإلهية، وفى سورة القصص (30) يقول تعالى ﴿فَلَمّآ أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِىءِ الْوَادِي الأيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشّجَرَةِ أَن يَمُوسَىَ إِنّيَ أَنَا اللّهُ رَبّ الْعَالَمِينَ﴾ والبركة تلحق بتلك الشجرة، شجرة الزيتون، وقد قال تعالى عنها فى معرض التشبيه بنور الله تعالى وهدايته ﴿اللّهُ نُورُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزّجَاجَةُ كَأَنّهَا كَوْكَبٌ دُرّيّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ﴾ (النور 35) وهذه الشجرة المباركة الزيتونة تخرج من طور سيناء، حيث خرج منها النور داعياً موسى لأن يأتى نحوه، ولذلك فإن الله تعالى بعد ذكر ألائه فى الخلق والنعم جعل منها تلك الشجرة، فقال ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ تَنبُتُ بِالدّهْنِ وَصِبْغٍ لّلاَكِلِيِنَ﴾(المؤمنون 20).
وهذا التكريم لطور سيناء (الذى ذكره القرآن الكريم عشر مرات) يغرى بعقد صلة بين تكريمه وتكريم المسجد الحرام والبيت العتيق فى مكة المكرمة. وهنا نلاحظ أن مصر هى البلد الوحيد فى الأرض الذى اقترن اسمه بالأمن مع المسجد الحرام، يقول تعالى عن المسجد الحرام ﴿وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً﴾ (آل عمران 97) ويقول تعالى عن مصر ﴿ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَآءَ اللّهُ آمِنِينَ﴾ (يوسف 99) هذا عن مصر عامة. أما عن طور سيناء المصرى، فقد جاء مقترناً بالبيت الحرام فى سورتين، فى سورة الطور ﴿وَالطّورِ. وَكِتَابٍ مّسْطُورٍ. فِي رَقّ مّنْشُورٍ. وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ﴾ وفى سورة التين حيث يقول تعالى ﴿وَالتّينِ وَالزّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ. وَهَـَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ﴾. وفى السورتين يقسم تعالى بطور سيناء المصرية، وبالبيت الحرام فى البلد الأمين.

19 أكتوبر، 2013

انه فهمهم المدمر للدين وليس ديننا !!!!

ان العلمانية فى احد مفاهيمها المتطورة تعنى بان الله خلق الخلق وتركه وعلاقة الله عند العلمانيه الشامله بالانسان هى علاقة اشبه بصانع السياره بسيارته انتهت فور انتهاء الصانع من صنع سيارته وبيعها 
وهذه العلمانيه لايوجد فى مصر كلها من يؤمن بها سواء من المسلمين المصريين او الاقباط لان المصرى يؤمن ان الله هو خالق الخلق ،مالك الملك ، مدبر الأمر ، له المحى والممات ، وهو يدبر المعاش ويسألنا يوم الميعاد ،أحاط بكل شيئا علما ، وأحصى كل شيئا عددا ، بيده الخير كله ،وهو على كل شىء قدير
لذلك فقد انزل الله الشرائع وأحل الحلال ، وحرم الحرام لتنظيم حياة البشر وصيانتها من عبث العابثين وشهوانية الشهوانيين وفساد المفسدين فهذه الشرائع هى منهاج خياة تؤكد ان الله خلق الخلق ولم يتركه بل رزقه بشرائع تنظم حياته كما منحه الحياه ومنحه العقل والحرية  وطالبه بان يكون فاعلا فى الحياه  وساعيا فيها وهو مسلح بعقله وبحريته وهذا بالطبع لايتعارض مع فكرة ان الله  له الحكم وله الامر من قبل ومن بعد لكن لانلغى تفاعلية الانسان مع الحياه ودوره فيها والا لماذا وهبنا العقل وطالبنا باستخدامه وحثنا على العلم؟ وكذا لماذا منحنا الحرية كى يحاسبنا  على افعالنا وسلوكنا فى الحياه  ؟
وتناول النص القرآنى واعمال العقل فيه لايتناقض مع فكرة ان الحكم الا لله  ، لان  الله لم يمنحنا العقل والحرية كى نضعهم جانبا ولا نستخدمهم فى تفسير وفهم الظواهر الاجتماعيه والاقتصاديه والسياسه والعلميه من حولنا  فى ضوء مبادىء وكليات عامة للشريعه الاسلاميه
ان اسراف التيارات الدينيه فى حاكمية الامور الدينيه وفهمهم  لها على ان اعمال العقل مناقضا لحاكمية الله، وكذا فهمهم ان كل فكرا جديدا وكل ماهو مستجد من الامور بدعة واطلاق الالفاظ ومسمياتها على ان كل من مايتعامل هو مناقضا للاسلام وكذا اطلاق الفتاوى الغير مرتبطه بأرض الواقع ربما يؤدى بل اراه يؤدى بنا لهجمة شرسه ضد الأسلام لأنه للاسف كثيرا من المصريين والمسلمين يصدقون ذلك الخطاب الذى يؤمن بان كل ماهو غربيا فهو كافرا
 طبعا عدا مايستلذ به مشايخ الوهابيه من ماديات الحياه
هذا الاسراف فى الأمورالفقهيه والفتاوى الغير منطقيه والتى تتنافى مع حرمة العقل والنفس والعرض  ربما يؤدى لكارثه فى العالم الأسلامى فى غضون سنوات قليله ونقع فريسة لفكرة فصل صحيح الاسلام عن الحياه وستكون خطوة للبشريه فيما بعد للقضاء على الديانات لأن الخطاب والفتوى الدينيه يعتبرها اصحابها اليوم هى صحيح الاسلام بينما هى لاتمثل فهما لما رزقه الله لنا ووهبنا من نعمة العقل التى يفهمونها انها مناهضه للدين والخوف كل الخوف ان يفهم العامه ان مشايخ اليوم هم صحيح الدين فى حين انها الخطيئه الكبرى هى ألا نعى ان مايفتى به هؤلاء هو فهمهم  المقيت والخاطىء للدين.
 ان الاسلام اكبر من هذا الفهم لكن الخطر الاكبر ان فشلهم يتم تحميله للاسلام وبناء عليه يتكون فى الوعى العام لنا كمصريين افكار تناهض فكرهم كما هو حادث اليوم وربما وهو الخطر الاكبر ان تتحول هذه المناهضه لفهم الجماعات التكفيريه للاسلام الى مناهضة للاسلام  ،كما حدث فى الغرب ابان هجمات سبتمبر وكما يحدث اليوم فى كثيرا من مناطق العالم تجد من يذبح ومن يقتل باسم الدين بل وهو يكبر فقد الصق فكر هؤلاء الاشخاص الارهاب مساويا للاسلام لدى الغرب، وتم تشويه الأسلام وهو ربما يخلق فكرا مستقبليا يؤمن ان الاسلام مناقضا للحياهوللسلام الاجتماعى خاصة ان هذا الرفض لكل ماهو اسلامى اصبح متأصلا فى كثيرا من دول العالم 
  ان العدو الحقيقى الذى  يواجهة الأسلام اليوم هو فهم الجماعات الاسلاميه الخاطىء للاسلام وكذا يكمن فى استخدامهم الاسلام كسلعة لرواج فكرتهم فى الاستحواذ والسيطره السياسيه على مصر وعلى العديد من دول العالم وهذه الفكره لاتختلف كثيرا عن فكرة الصهيونيه التى اتخذت من اليهوديه سبيلا  لتحقيق مآربها 
السياسيه فى فلسطين