10 أغسطس، 2014

متى تصل الثوره المدارس؟


   للحق اقول لكم جميعا ومن قلب المدارس المصريه كواحدا من المدرسين اقولها بكل شجاعه ودون مواربه 
 (مدارسنا لاتربى طلابا او تعدهم للمستقبل بل تربى زبائن )
 ان الفساد فى مصر ليس فساد مؤسسات كما يظن اغلبنا أو بمعنى اخر  ليس كما نظن فسادا يمكن معالجته بالقانون، ولكنه بالاضافه لذلك وفى جزءا كبيرا منه فساد اشخاص (معدومى الضمير ) منهم من هو فاسد بالسليقه وهذه  طبيعة بشريه لم يجد من يقاومه او يقومه ،ولكن معظم الفسده من الافراد نتج فسادهم  نتيجه طبيعيه للطريقه التى تم تربية الفرد عليها داخل  مؤسسات التعليم  فنحن بالاحرى  لانعانى ازمة مبان او اثاث او كتب  او مناهج فى مدارسنا ،  بل نعانى ازمه اخلاق وقوانين افسدت كل شىء وكل اطراف العمليه التعليميه 
  نحتاج لقوانين تقوم وتقيم ابناءنا ،نعم لابد من اعادة حوكمة العلاقات داخل المنظومه التعلميه ككل  وبالكامل لانها تلعب الدور الاكير فى تنشئة الاجيال المنوط بها حمل شعلة التنميه والتقدم فى مصر.  وهؤلاء الافراد نتاج التعليم الفاسد هم من يشكلون الاغلبيه الساحقه التى تشغل او ستشغل مواقع قياديه فى مصر ومن ستعبر بمصر لبر التقدم واستعادة الشخصيه المصريه القويمه لقد تم افساد اجيالا على مدى عقود لان مخرجاتهم الفكريه والقيميه هى نتيجه طبيعيه للطريفه التى تم تربيتهم عليها فى مؤسساتنا التعليميه الفاسده التى تحتاج لثوره حقيقيه ولايمكن لثوره من الخارج ان تغير المجتمع المصرى، لكن لابد ان تتغير المفاهيم والقيم لدى  الطلاب والمدرسين واولياء الامور اى الافراد ومن ثم ستكون للمجتمع ككل بعد عشرة او خمسة عشر عاما على الاقل بعد ان يتخرج جيلا نبدا فى تربيته من اليوم  ,  
ستصل الثوره مدارسنا عندما  ننشىء الفرد اثناء تعليمه على قيمة احترام العمل، وقيم المواطنه، والوطنيه، واحترام القانون والنظام، ليس من خلال حفظ تلك المفاهيم واعادة كتابتها او كتابتها على الجدران  ، ولكن لابد من ممارسة تلك القيم اثناء عملية التعلم وهايشتها واقعيا اثناء العمليه التعليميه ،  فلابد ان يتعلم الطالب منذ نعومة اظافره ان الحرية مسئوليه وواجب يجب اداءه، لان اداء المواطن لواجبه هو من يحفظ له كرامته وحريته ويجعله قادرا على امتلاك القدره على النقد الموضوعى خاصة انه رأى ذلك داخل مؤسسات التعليم وليس مؤسسات التمثيل التعليمى التى يفد لها يوميا وفى كل صباح 16 مليون بنى ادم يتم تدميرهم نفسيا وعقليا كل صباح حتى خروجهم من ذلك المسرح حيث لايلعب الطالب دورا بلا يلعب الجميع عليه كل الادوار فى مسرحيه هزليه بغيضه الكل يمثل ابتداءا من الوزير حتى احدث موظف امن وعامل داخل اصغر مدرسه فى اصغر عزبه فى مصر ، لو فى مدارسنا تعليم بالله عليكم ، لماذا يذهب كل طلاب مصر للدروس الخصوصيه ؟ كفانا كذب وضحك على الدقون وسخافه وتمثيل ردىء
ان جزءا كبيرا  من الفساد فى المنظومه التعليميه سببه  القوانين التى تحكم  العمليه برمتها والمتعلقه بالعلاقه بين المدرسه والمعلم من حهه والطالب وولى الامر من جهة اخرى  ،فأنا كمعلم  اؤكد للجميع ان عام 98 تقريبا توقفت كل القيم التعليميه داخل مدارسنا واصبحت المدرسه ليست مكانا للتعلم وممارسة القيم والسلوك القويم ، واحترام القانون واحترام الاخر بل تحولت المدرسه الى مكان لتربية (الزبائن) وليس تربية النشىء ،وقد تخرج حتى اليوم ومنذ ذلك الحين اجيال تعمل فى مؤسسات عديده تمارس فى عملها نفس الدور التمثيلى التى كانت تذهب للمدرسه من اجله 
 ان موظف او مسئول اليوم هو نفس طالب الامس، الذى كان يذهب الى المدرسه لا لكى يتعلم بل  خوفا من الغياب  ، وقدر رسخ فى عقله الباطن وسلوكه لا شعوريا انه يذهب للعمل بعد ان تخرج لا لكى يعمل ويعطى  بل لكى يوقع حضور وانصراف ويتقاضى اجرا بلا عمل لانه ذهب للمدرسة فى الصغر وللجامعه ايضا ليس ليتعلم بل ليثبت حضوره معتبرا ذلك امرا يديها بل وحقا شرعيا لان هذا ماتم تربيته عليه ، وما تم ممارسته معه وهو طالب !!
ان اللحظه التى ستتحول فيها المدرسه الى مؤسسه يتعلم فيها الطالب انه مسئول، وعليه واجبات لابد ان يؤديها وقانون لابد ان يحترمه وندرس محترم يؤدى دوره ولابد من اطاعته فى اطار من احترام القانون وحفظ الكرامه المتبادل بين كل اطراف العمليه التعليميه  وليس الفوضى او البلطجه التى صارت حقا مشروعا للجميع  ، ولابد ان يدرك المعلم ان المدرسه هى مكان للتربيه واكساب القيم وتربية النشىء ،  وليست مكانا لتربية الزبائن  ، ولابد ان يدرك ولى الأمر ان ابنه ذاهب للمدرسه لا لكى يحصل العلوم ويتفوق ويحصل على مجموع اعلى ، بل لكى يتعلم كيف يسلك؟ وكيف يتعامل مع زميله ومع  زميلته ومع مدرسه ومدرسته ومع مخالفيه فى الدين والجنس وانه له ماعلى الاخرين، وللاخرين ماعليه وان الاساس والهدف من المدرسه هو ان يتعمل البنى ادم كيف يسلك وسط مجتمع؟
 هنا  فقط ستتغير المعادله وتصبح المدرسه هى المكان الذى يتعلم فيه الطالب احترام القانون ابتداءا من حضوره للمدرسه حتى انصرافه ،يتعلم فيها اسس الديمقراطيه والحريه والمواطنه ويصيح شخصية اكثر عقلانيه وقدره على النقد الخلاق والابداع وليس مجرد سلة مهملات يملاؤها ارباع المتعلمين من المدرسين بفضلاتهم الفكريه ، ويكملها هو ببلطجه منحتها له قوانين حسين كامل بهاء الدين او سياسة دوله كانت مهمتها اعداد مواطن اجوف لديه كامل الولاء للجهل والتنطع والفهلوه والبلطجه ،وكل همه الجصول  على ختم شعار الجمهوريه على شهاده من ورق وهو انسان من ورق وخواء وفراع ، لاذنب له لانه ضحية مجتمع(مدرس مسكين علميا وماديا وتسوليا ، واب مشعول بلقمة العيش،  ومدرسه مجرد مسرح للتمثيل ) وضحية فوضى خلاقة ،وكذب ممنهج يتم ممارسته عليه يوميا وهو يتنقل مسكينا بين اكشاك الدروس الخصوصيه قاضيا معظم وقته فى التكاتك او منتظرا مدرسا خاصا يأتى للمنزل كأنه والده يستدعى المطافىء او النجده التى لاتأتى سوى بعد احتراف المنزل فى مصر  
  لم يعد لدينا وقتا لندفن رؤسنا فى الرمال بعد ان ضاعت اجيالا بين مطرقة البلطجه، ومن نجا من البلطجه من ابناءنا اختطفه يد الارهاب والتطرف الفكرى  واخر بين هذا وذاك صار سلبيا ومحطم  لايقدرعلى اتخاذ او لديه قدره على التمييز بين الحقيقه والوهم ، كل هؤلاء قذفت بهم مدارسنا وجامعاتنا  فى احضات الشارع او النت او احضان السلبيه والانهزام منتظرين ابا يهد لهم كل شىء ، او دولة او جكومة تأخذهم للعمل كموظفين، كما تعودوا ان يستمعوا من سابقيهم( ان فاتك الميرى اتمرغ فى ترابه)
لكن متى فعلا تصل الثوره للمدارس ؟ اعتقد اننا مازل امامنا الكثير من الوقت لان المسئولين مازالوا لايدركون الفرق بين ماهو قائم، وما يجب ان يكون عليه التعليم فى مصر 
 عصام يونس - السنبلاوين 
10/8/ 2014  

ليست هناك تعليقات: