اعددت كل شىء لرحلتى اليوم التى ظننت اننى لابد وان انجز كثيرا من اعمالى، وكانى على ثقة ان كل الابواب على مصرعيها مفتوحة امامى. دائما اتفائل لانه بمقدرى ان افكر واومن ان الانسان طالما له بصيره لابد ان يصل الى مرامه ومبتغاه، لكنى تناسيت شيئا هاما ، وانا ابدا رحلتى اليوم تناسيت ان الطرق فى مصر ملتويه وضيقه وبها كثيرا من المطبات الصناعيه التى وضعتها الدوله كى تكبح جماح عجلات التقدم والسهوله واليسر لدى العامه والدهماء، كما ان طرقنا بها كثيرا من الحفر التى اوجدتها كثرة السيارات او اولئك الذين يغسلون سياراتهم فى عرض الطريق كى يطهروا سياراتهم من دنس وعفن المبوله التى يحملها رجال المرور على رؤوسهم مرغمين وبناءا عليه اغتقد انهم ينتقمون منا انتقاما من تلك المبوله ولكنى لا اظن ذلك لانى اشعر ان جلهم ولد مطربشا بها ، وعلى اية حال هى رحلة شاقه ان تسير بسيارتك ولكن المضطر يركب الصعب ،وان كنت اكره الترحال سوى فى حالة واحده هى ان اجلس بجوار محمد صديقى مسترخيا يتالم هو وسيارته من كثرة المطبات والحفر بينما اتهدهد انا بجانبه واتمايل مستمتعا مع كل حفرة ومطب - فانا اعشق الرقص والهدهده لكنى مهنتى كمدرس تكبلنى راقصا وتحتم على ان اظل فى وضع راسيا وليس الافقى الذى يستخدمه كل مغنينا وفنانينا فى اداء اعمالهم - وما خاب من ركب ظهر غيبه وتذكرت ان اليوم 20 فبراير هو عيد ميلاده وان لم يكن مجيدا الا انه ربما اعادنى لطفولتنا التى لم تكن سوى بؤسا اكثر روعة من حاضرنا المؤلم ، ربما كانت جيبونا خاويه لكن نفوسنا كانت عامرة باشياء كثيره، وربما كانت احلامنا تجعلنا نغض البصر عن واقعنا الاليم ان ذاك، ولكنا الان ربما بلا حلم او قتلت المطبات والحفر والمنحنيات فى طرق مصر قتلت الحلم داخلنا قبل ان يولد ولكنه ان تقتل حلما يرواد ابنى او تسد بابا فى وجهة فلذه كبدى هذا ما جعل كل الطرق موصده تعيسا انا التور لانى لم استطيع ان انف او اتف واقبل ان ادور مع الطحونه وتعاستى اننى اشعر اننى بلا بصر او بصيره لانى فشلت اليوم فى انجاز اى شىء لانى اسير مستيقما على طريقا ملتويه او تناسيت ان الطرق الملتوية فى وطنى هى تعبير حقيقى على التواء اهل هذه البلده والمطبات التى وضعتها الدوله وحمير الاسمنت بين كل طريقين ماهى لا تختلف عن الروتين والرشوه والمحسوبيه التى لابد ان تتسلح بها كى تتفادى كل مشاكل القياده بشكل عام
فاليوم يوم موصد يوم لم املك مفتاح استطيع به ان افتح بابا مغلقا حتى عمر صديقى محمد تقلص عام لكن عزائى الوحيد انه ربما ازداد بصر وبصيره مع تقدمه فى السن ولكن لماذا الابواب موصده
لاننى بدلا من ان ارتدى نعلا احمى به قدماى العاريتان حاولت ان اغطى الطريق كله بجلد تصنع منه النعال وما المنى اكثر هو غبائى او استغباءى لا ادرى لانى اردت
ان اسير مستقيما رغم التواء الطريق فالواقع يحتم على مريضا مثلى ان ان يلتوى وينحنى مع كل الانحناءات التى فى طريقه ربما هذه المرة انكسارى اشد وانهزامى لا طاقة لى به لانى مصابى اكبر بكثير مما اتخيل فصعبا على مثلى ان يشعر بالهزيمه رغم ان كل مقومات الهزيمه لدى لكنى ما المنى اننى وان كنت مازلت فى طور المعركه الا اننى اشعر انه من الافضل ان انسجب من مسرح الحياه تاركا خلفى ضحايا او سعداء لم اعد ادرى
لم اعد لدى قدرة على البكاء كما كنت او يوم عشت وحيدا طريدا بلا ماوى او مال وان فى بداية عشرينيات حياتى واجهت الصراع والتحدى بكل شراسه حتى نجحت ولكنى فى زهوة النصر لم التوى مثل طرقنا ولم انحنى مثل كثيرنا ولم اتخلى عن مبادئى مثلما ارى ذلك ملحا بل اراه اكثر الحاحا وقوه
دلفت للنيابه لعلى اجد من قريبا او معرفه ما ينصفنى ويعيد لابنى عشرون درجة كامله فى مادة الرياضيات وهو بيده ذلك وفى ساعتها لو هاتف مسئولا فى التربيه والتعليم سيتم البحث فورا ويعاد لخالد الحق وتعود البسمة لشفاهنا ويندمل جرحا غائرا فى نفس كل اسرتى لكنه قاللى الجا لمجلس الطرق وعاملنى بشكل اشعرنى انى قليل او تافه رغم علمى انه لاشىء فخريجى كليات الحقوق بشوات مصر وقضاتها وبهواتها وعظمائها الان هم من افشل تلاميذى تركت مكتبه وانا الوم نفسى
ذهبت للمستشفى لاستخراج مايفيد باحتجازى بالعنايه المركزه لمدة يومين كى اتقدم للتامين الصحى واحصل على الدواء والاجازه فلم اجد الموظفه وبعد دخولى لمكتب مدر المستشفى هاتفتها السكرتيره فقالت انها موجوده وصعدت لمقابلتها لانه خافت ابلغ المدير ورحبت بى وقالت اسه استاذ عصام ملفك ضاع كله وليس لدى ما اثبت به وجودك هنا دعنى اكتب ملف من جديد وافبرك كا شىء بالغد وسامحنى اكتفيت برقم تليفونها وقلت لها لم تنتهى من التزوير اطلبينى اخد الورق وغادرت المستشفى
متجها استشير مديرى فى كيفية مراجعه درجات ابنى وحصوله على عشرون درجه فى ورقة اجابته وقرات له عن الغش وسوء الامتحانات وسوء معاملة ابنى من قبل زملاء لى المهم قال لى ما فات قد فات وانتهى الموضوع وهم اخطاو لكنك تهاونت وتبحث عن الدرجه فقط وهى اكيد خطا وتركته وعدت للمنزل وكالعاده جوعان وتذكرت انى لم اتناول دوائى اليوم وجاءت تلميذتان ادرس لهما فى المنزل ولكنى شعرت انى اتالم لا اعلم بماذا هل القلب ام الاحباط ام لا ادرى المهم تلاركنهم ونكت لكنه نوم به الم حاد ليس بنوم كان كابوسا اوحلما او مش عارف هم اطباء يفتحون بطنى ويبدلون معدتى وكبدى بمعدة وكبد شخص معتل قائلين لى انت قلبك خلاص انتهى ومعدتك سليمه هاتخد دواء تعالج قلبك معدتك هتفشل فقررنا ان ناخذ معدتك وبعضا من عقلك وكبدك لشخص اخر احق منك لانك مش ها تطول وكنت اتالم واسبهم وكانت بينهم امراءه لا اعرفها وشخص يقيدنى واخر يضرب واخر يحكم اغلاق بابا انظا اليه ربما تاتى منه النجاه
استيقظت بمى بنتى وهى تقول لى بابا ايه بيوجعك ففر الدمع منعينى ولما افقت وجدت الما خادا بمعدتى وماجد اخى وحدثنى وانا لم اكن جيدا فى حواره لكنه يقدر معاناتى وزوجتى زادت همى قائلة بان النتيجه فى المدرسه وان درجة خالد هة 9.5 من تلاتين فلا استمارة النجاح وكثر الشامتون وزداد الباب احكاما والموصدا ازداد قوه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق