31 أكتوبر، 2014

لاعودة لبرلمان مبارك او مرسى للاسباب التاليه


لايمكن ان ننكر ان الانتخابات النيابيه فى مصر تأخرت بشكل يسىء لخريطة الطريق، ولكن تسرع لجنة الخمسين فى صياغة المادة الخاصة بالانتخابات ووضع نصوص تفصيليه لكوته هى احد عيوب الدستور ! ولكن ربما لان الوضع لم يكن يحتمل التأجيل والاختلاف إبان وضع الدستور فى ظرف عصيب كانت تمر به مصر جعل عمرو موسى يقدم لنا ماهو ممكن وليس ماهو امثل او افضل !!

فهل تاخير الانتخابات هو تخوفا من عودة الاخوان او الوطنى للسيطره على البرلمان القادم ؟ او عودة المال السياسى للعب دورا فى البرلمان القادم ؟ نعم هو تخوف مشروع لدى الكثيريين ، ولكن أرى ان كثيرا من هذه التخوفات بلا مبرر بل ليست فى محلها عندما نقرا الواقع ،ونتنبأ بالمستقبل فى ضوء ثلاث سنوات ماضيه وقاسيه للجميع . 

التخوف ناتج عن تناولا سطحيا وعدم قراءة الواقع جيدا ،رغم ان بعض التخوفات فى محلها ، إلا أننى ارى انه هذا اوذاك ممن نخافهم لم ولن يحصلوا سوى بين عشرة الى عشرين بالمائه على الاكثر !!!! وان زادت النسبه فإن المترشحين ممن يخشى المصريون عودتهم سيخسرون كثيرا لانهم اكثر خطأ فى فهم الواقع ممن سوف ينتخبوهم او ممن يتخوفون من عودتهم وذلك لأسباب عديده. 

اولها ان الدستور الجديد والإطار القانونى الذى سيحكم حركة العضو البرلمانى إختلف عن دستور 71 تماما ودستور الاخوان، فالمميزات والحصانات والبدلات والشقق والاراضى والوظائف التى نالها اعضاء الوطنى فى الماضى لم تعد هى نفسها فى الدستور الحالى ومن سيحاول الحصول عليها ممن يريدون الترشح على نفس الاطماع ربما تكون نهاية فى القفص مع مرسى ومبارك .

وثانيها إجراءات العمليه الانتخابيه التى كانت قائمه قبل ثورة يناير لم تعد هى نفسها اليوم من ناحية الاشراف القضائى على الصناديق واستحالة التزوير داخل اللجان لاعضاء الحزب الوطنى او عدم النزاهه ابان حكم الاخوان (الرشى الانتخابيه للفقراء ) لم يعد هناك انتخابات ببطاقه انتخاب يتحكم فيها اعضاء الوطنى وكذلك لم يعد الزيت والسكر والبطاطس لاعبا اساسيا فى التصويت وان حدثت فحزب النور صار منبوذا ولن تفلح طريقتهم فى جذب اصوات .

وثالثا وهو الاهم ان الوعى الجمعى للشعب المصرى بدأ ينمو بدرجه يمكن ان نعول عليها فى حسن الاختيار ورفض القديم بشقيه الفاسد والتكفيرى فلم ولن يقبل 80 بالمائه من المصريين من يفسد حياتهم بقدر رفضهم لمن يكفرهم وان اضطر 20 بالمائه للمجاملات فى نطاق العائلات او المال السياسى .

ورابعها الانجازات التى حققها السيسى فى مجال استعادة الدوله لدورها من الامن وواستعادة مصر لدورها السياسى واستقلالية قرارها الخارجى وكذلك مشروعات التنميه وافاق التفاؤول وحب كثيرا من الشعب للرئيس السيسى سيكون عاملا فارقا فى اختيار المصريون لنواب يدعمون الرئيس ولا يكونوا حجر عثره فى طريق المشروعات القوميه الكبيره .

وخامسها اننا لابد وان نترك الشعب يقرر ويختار ويجرب ويتعلم لان الديمقراطيه والحرية لاتهبط من السماء بوحى او سيكون استيعابها بين يوما وليله ، فلنترك الشعب يختار ويقرر وهو سيرى النتيجه ، ولو رأى انحرافا او خلالا فى البرلمان سيكون له كلمته العليا فى حل هذا البرلمان ، بنفس القدر الذى سيكون مع الرئيس ان كان لدينا برلمانا ناجحا .

وسادسها ان الشعب اليوم يريد برلمانا أحد مهامه هو دحر الارهاب ومساندة الدوله فى حرب الوجود التى تمارسها قوى الخارج وهنا سيختار من الوطنيين من يعمل لصالح الدوله بأكملها ولن يسعى اليوم (للعضو أبو شنطه )بل عضوا فى اسوان يعمل ويخدم من فى الاسكندريه ومطروح .

واخيرا ان الحرية والديمقراطيه او الليبراليه الدستوريه وتحقيق الثوره فى المجال الاجتماعى كى تصل لكل فئات الشعب هو هدفا لابد ان نصل له عن طريق المحاوله والخطأ والشعب المصرى اثبت خلال ثلاث سنوات انه ثار ضد نظام مبارك فآزاحة فى يناير واستكمل ازاحة بقابا مبارك فى يونيو وسيزيح بقايا الاحزاب النهبويه الفاشله فى البرلمان القادم ان شاء الله. 

لنسرع فى استكمال خارطة الطريق لكى نوثق مسارنا الديمقراطى جيدا ونقضى على الارهابيين وقبل المؤتمر الاقتصادى، ولكى تكتمل المنظومه بانتخابات محليات تحاسب المسئولين ولنترك الشعب الذى اثبت انه اكثر وعيا من اصحاب الياقات البيضاء ومن النخبويين .

وفى النهاية لابد ان نعلم جميعا ان عدم اجراء هذه الانتخابات وافشالها رصد به اعضاء مصر مليارات الدولارات سواء لعدم اجراءه او لترويض الاعضاء ولكنهم امام قوة الدوله المصريه ووعى الشعب المصري سيفشلون .

السنبلاوين / عصام يونس 31 / 10 / 2014 

26 أكتوبر، 2014

أجمل أربعين مثل في العالم


إذا لم تكن تعلم أين تذهب ، فكل الطرق تؤدى الى هناك
** ** ** **
يوجد دائماً من هو أشقى منك ، فابتسم
** ** ** **
يظل الرجل طفلاً حتى تموت أمه ، فإذا ماتت شاخ فجأة
** ** ** **
عندما تحب عدوك يحس بتفاهته
** ** ** **
إذا طعنت من الخلف فاعلم أنك في المقدمة
** ** ** **
الكلام اللين يغلب الحق البين
** ** ** **
كلنا كالقمر .. له جانب مظلم
** ** ** **
لا تتحدى إنساناً ليس لديه ما يخسره
** ** ** **
العين التي لا تبكي لا تبصر في الواقع شيئاً
** ** ** **
المهزوم إذا ابتسم أفقد المنتصر لذة الفوز
** ** ** **
لا خير في يمنى بغير يسار
** ** ** **
الجزع عند المصيبة ، مصيبة أخرى
** ** ** **
الابتسامة كلمة معروفه من غير حروف
** ** ** **
اعمل على أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك ، كما يحبونك عندما تتسلمه
** ** ** **
لا تطعن في ذوق زوجتك ، فقد اختارتك أولا
** ** ** **
لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلق فوق رأسك و لكنك تستطيع أن تمنعها أن تعشش في رأسك
** ** ** **
تصادق مع الذئاب ... على أن يكون فأسك مستعداً
** ** ** **
ذوو النفوس الدنيئة يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء
** ** ** **
إنك تخطو نحو الشيخوخة يوماً مقابل كل دقيقة من الغضب
** ** ** **
كن صديقاً ، ولا تطمع أن يكون لك صديق
** ** ** **
إن بعض القول فن .. فاجعل الإصغاء فناً
** ** ** **
الذي يولد وهو يزحف ، لا يستطيع أن يطير
** ** ** **
اللسان الطويل دلالة على اليد القصيرة
** ** ** **
نحن نحب الماضي لأنه ذهب ، ولو عاد لكرهناه
** ** ** **
من علت همته طال همه
** ** ** **
من العظماء من يشعر المرء فى حضرته أنه صغير ولكن العظيم بحق هو من يُشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء
** ** ** **
من يطارد عصفورين يفقدهما معاً
** ** ** **
المرأة هي نصف المجتمع ، وهي التي تلد و تربي النصف الآخر
** ** ** **
لكل كلمة أذن ، ولعل أذنك ليست لكلماتي ، فلا تتهمني بالغموض
** ** ** **
كلما ارتفع الإنسان تكاثفت حوله الغيوم والمحن
** ** ** **
لا تجادل الأحمق ، فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما
** ** ** **
الفشل في التخطيط يقود إلى التخطيط للفشل
** ** ** **
قد يجد الجبان 36 حلاً لمشكلته ولكن لا يعجبه سوى حل واحد منها وهو .. الفرار
** ** ** **
شق طريقك بابتسامتك خير لك من أن تشقها بسيفك
** ** ** **
من أطاع الواشي ضيَع الصديق
** ** ** **
أن تكون فرداً في جماعة الأسود خير لك من أن تكون قائداً للنعام
** ** ** **
لا تستحِ من إعطاء القليل فإن الحرمان اقل منه

24 أكتوبر، 2014

ردا على مقال فهمى هويدى بالشروق الخميس الموافق 23 اكتوبر عن بعنوان المصالحه مع الشعب اهم اقول له (المصالحة مع انفسكم هى الأهم




تحياتى فهمى بك وخالص تقديرى لقدرتك اللفظيه فى اقناع الاخرين بمجموعة من الاكاذيب التى سقتها فى مقالك والتى تبعد عن الشفافيه والمهنيه وابسط مقومات الديمقراطيه ،لان الديمقراطيه والثوره من وجهو نظرك تكون صحيحه ومتحققه وناجحه فى اى مجتمع ان حكم بعد الثوره فصيلا (داعشيا ) ينتمى لك او تنمى له ولنعدد المغالطات الفكريه وعدم الشفافيه التى تضلل بها شيعة حسن البنا 

اولا 

سيادتك غاضب من وضع فلول مبارك نفس الكفة مع الاخوان (المسلمين ) !!! وهذا مثيرا للضحك والسخريه ،فهل كنت تعتبر ان الاخوان فصيلا كان معارضا لمبارك !!!؟؟فسقوط مبارك ونظامه يعنى ديمقراطيا سقوط المعارضه التى لم تسع لاسقاطه بل انتظرت لركوب الثوره وسرقتها وسرقة بلد بحجم مصر عندما ثارت نخب مصريه ليبراليه وعلمانيه واسقطت مبارك ثم بدات مع القرضاوى فى ركوب الموجه ،ثم لو سيادتك معترض على الفلول ألم يبدأ الاخوان بما انتهى به مبارك من المحاصصه وجمع كل السلطات فى يد رئيس؟؟ وهذا ما لم يفعله مبارك نفسه ،لانه مبارك وان كان فاسدا إلا انه لايتمتع بغباء شيعة البنا وتيار الاسلام التكفيرى الذى تنمى له سيادتك !! 

ثانيا 

من ابسط قواعد الديمقراطيه يافهمى بك انه لايحق لرئيس منتخب اصدار اعلان دستورى لان اصداره لاعلان دستورى يعنى سقوط شرعيته وشرعة مرسى ديمقراطيا وسياسيا انتهت مرتين ! اولها عند اصداره للاعلان الدستورى ،وثانيها فور اقرار دستورة المشوه كان ولابد من اعادة الانتخابات الرئاسه لكن تياره جعله رئيسا بماده انتقاليه فى دستور ياخذ مصر لهصور البوصله والحجر ولم يعد يافهمى بك يامحترم منتخبا كما تظن وتتدعى لخداع الاخرين !!! 

ثالثا 

اذكر لى يافهمى بك يامحترم اية دوله ديمقراطيه فى العالم بمفهموك تقبل وجود جماعات او تنطيمات داخلها ؟؟ كما فعل السادات ومبارك اللذان سمحا بهدم مصر وتجريفها وافتسما السلطه مع مرشدك لاضفاء شرعيه لحكم الرؤساء المؤمنين وذلك عندما سمح مبارك بأن يستولى الاخوان والتكفيرين على الجمعيات الخيريه والمساجد والنقابات مقابل ان يقول المرشد ان مبارك ابا لكل المصريين !!!اذكر دوله بها هذا الخرف والعته السياسى الذى ابتدعه السادات ومبارك ونال جزاءا وفاقا !!

رابعا 

يامحترم لايمكن ان نضع دوله بحجم مصر فى نفس الكفة مع جماعة او تنظيم او مليشات تقول فى العلن سلاما سلاما ،وفى السر سلا حا سلاحا ! وخدعوا الشعب عندما اتوا بصندوق الزيت ولايريدون ان يذهبوا سوى بعد تفجير صندوق الذخيره ولكن الدوله المصريه لديها صناديق الحانوتى وصناديق الزنازين وليس صندوثا للمشالحه التى تسميها بهتانا مصالحه !!!

خامسا 

يامحترم الا تدرى سيادتك ان وجود الدوله سابق على وجود نظام الحكم لانه لو انتهت الدوله ومؤسات الشرطه والجيش والقضاء انفرط عقدها ،ولم تعد هناك دوله تطبق فيها شريعة او نظام حكم سوى شريعتك وفقه الغاب الذى تتباه مع من اقسموا على هدم مصر واهانتها 

سادسا 

يامحترم هل الديمقراطيه تخول لحزب او جماعة او تنظيم احتلال جزءا من الدوله تحت تهديد السلاح والانفراد به ؟ على غرار حزب الله فى لبنان ؟؟ ثم من المنوط به استخدام القوه فى اى دوله محترمه فى العالم ياهويدى بيه ؟؟هل المواطنين يستخدمون القوه ضد بعض ؟؟؟ ونتحول لغابه ان وضعوا انفسهم قضاه وشرطه وجيشا وصاروا بديلا عن مؤسسات الدوله ، من نوى وخطط واراد ذلك لمصر ، كان ولابد من القضاء عليهم ، والا لخرج الشعب يحارب بعضه بعضا ،وصرنا صومالا وعراقا ويمنيا سعيدا وليبيا يخربها اتباعك وانصار التخريف وفكر البدواه 

سابعا 

لماذ لم اسمع صوت مركز كارتر او كارتر المحترم عندما اصدر المحنون مرسى اعلانا دستوريا أفقد مرسى شرعيته كرئيسا منتخبا واصبحا مجرد شىء لابد من ازالته وانتم تحاصرون كل مؤسسات الدوله وتعطلون القضاء ، لماذا لم يخرج مركز كارترك وكارترهم وكرتركم وكرتر وطرطر خيرك يافهمى بك ليدين المجنون الذى اصدر اعلانا دستوريا لتقسيم مصر وتدميرها ؟؟؟؟ كارت لايهمنا ولا قيمة لها وتقاريره مثل كل تقارير الممولين من قطر وتركيا لان الدول المحترمه القويه لاتنظر لرأى جمعيات مموله من الخارج وديمقراطيه امريكا يمكن ان يسجد امامها عصام الحداد لكن السيسى وضع اوباما المرشد تحت حذاء ارداة 30 مليون مصرى وحذاء الجيش المصرى ورضخ مثله الكلب لمصر ولم يعد له مكانا سوى فى حضن موزتك !!! 

ثامنا 

مصر يافهمى بك لم تكن ضمن المرشحين لمقعد مجلس الامن الذى فازت به مالى وخسر المقعد الوالى العثمانى طويل العمر الله يقصف عمره وعمرك 

تاسعا 

مصر ليست بها ازمه مع الاخوان فالمجرم سيذهب حيث اتى، ولو نجح على بن ابى طالب فى فض اعتصام حروراء سلميا لكان الاخوان فضوا اعتصامهم ولكن صنع الكربلائيات والمظلمه الصهيونيه هى سياسه لن تجدى امام ارادة شعبيه جارفه انتخبت رئيسا بحجم السيسى ينطلق كل يوم للامام وسيضع نهاية لكم جميعا عاجلا ام اجلا ،واما تكون مصريين وتحترموا مصر وشعبها واما مكانكم تحت التراب حيث الدود سيرفض اكل لحموكم القذره 

عاشرا 

إعلم جيدا ان مبارك لو خرج من السجن ليحكم فلن يخطىء ثانية لانه وان كان فاسدا بدرجة ممتاز الا انه لم يكن خائنا بدرجة تفوق الخيال التى اكتشفنا عليها حفيفة الاخوان وتعالهم السلفيه ولو عاد اعضاؤ الوطنى للبرلمان فأنا أؤكد للجميع اما انها ستكون نهايتهم مثل نهايتكم لان الدستور الجديد لايمكن النائب من استغلال منصبه وثانيا لان الشعب استيقظ ولم لن يتم خداعة 

خادى عشر 

لابد ان تعلم يامن كنت اظنه كاتبا يوما ان الوعى الجمعى للشخصيه المصريه قد نما لدرجة لاتقبل ان يحكمه فاسدا او دكتاتورا واعلم ان الحب الجارف للسيسى لن يمنعنا من انتقاده وعدم انتخابه لان الفرق بين السيسى ومرسيك المعتوه ان السيسى رئيسا ننتقده اما مرسيك رئيسا مقدسا تتعبد انت وامثالك بانتخابه وطاعته 

واخيرا 

مصر ليس بها مشكلات للحريات ولا صراعات تحتاج لمصالحه مصر بها فصيلا مارقا وشاذا ومجموعة خارجين على القانون من المستاجرين بواسطة اموال جمعتموها من قتل وسرقة محلات الاقباط وكونتم بها امبراطوريه ماليه ومن يعارض وينتقد دون مساس بأمن مصر فأهلا به ، لكن من يقف فى صف الارهابيين من امثالك فنهايتهم باتت وشيكه لان ما تقوله ليس رايا او وجهة نظر، بل هو تاجيجيا للفتن ،ونشر روح الياس والقنوت فى شعب لايعرف الا الحياه ، والموت هو اسمى امانيه فى الدفاع عن الدوله الوطنيه المصريه ،والكل متصالح يافهمى بك وعلى قلب سيسى واحد حتى تقف الدوله المصريه عملاقه خلال نصف عقد ان شاء الله ،ولاخصام بين الدوله او الحكومه والشعب الذى لم لن يقبل من الدوله ان تتشالح مع من كشف الشعب عن سوءتهم العفنه 

23 أكتوبر، 2014

يسقط النطام

يسقط النطام 
عبارة كررناها ونادينا بها ولكننا لم ندرك مفهومها السياسى سوى عندما اشتد المعركه بين الدستور اولا او البرلمان اولا ؟؟ وتم اقنياد الشعب لصناديق الاستفتاء والانتخابات العبثيه بواسطة من يحملون لنا صناديق الذخيره !! إننا اليوم ندفع ثمن جهلنا بمصطلح يسثط النظام ! لانه سقوط الانظمه سياسيا يعنى  سقوط المعارضه التى كانت جزءا اصيلا من النظام التى راعاها وتربت فى كنفه ،بل وكانت تحلل له شرعيته وتلعب دورا فى بقاءه ،بعدما اقتسم النظام المباركى معها السلطه ، فصارت مصر فى نظامها السياسى على نطام ال سعود وال عبد الوهاب ال سعود اقتسموا السلطه مع الوهابيين ؟ ال سعود عليهم بالسياسيه وال عبد الوهاب عليهم بالدين نفس اللعبه اللعينه التى قام بها مبارك حينما اراد لنفسه ورجال اعماله السلطه السياسيه وتركوا ساحة المساجد والجمعيات الخيريه والنقابات للتيارات الدينيه التى تربت فى كنف الوهابيه نكاية فى عبد الناصر .
لذلك كان من الضرورى ان يستكمل الشعب المصرى ثورته فى 30 يونيو ضد بقايا النظام وهنا لا اقصد بقايا الحزب الوطنى او بقايا رجال مبارك بل  اقصد (المعارضه ) التى تم صناعتها بيد مبارك والعادلى وهم جماعات الاخوان واسماءها التجاريه السلفيه لتتسيد المشهد فى كل شىء حتى تحولت الى غوووووول متوحش يبتلع الهويه المصريه ويطمس ما تبقى من معالم الهدم التى عشنا فيها فى ظل فساد مبارك 
الان سقط النظام فعلا ولكن !!!!!!!!!!
سقط النظام بشقيه (السياسى والدينى المصطنع) ولكن لم يسقط النظام الاجتماعى او الاقتصادى او الفساد الادارى المستشرى فى كل ادرات الدوله 
 التى تجذرت فى عهد مبارك نعم نجحنا سياسيا بامتياز بفضل يقظة الشعب وتخوفه من طمس هوية ومحو تاريخه المتجذر فى اعماق المدنيه والبعيد عن فكر الغزو والقنص الاتى لنا من صحراء نجد 
لكن الثورة الحقيقيه سوف تتحقق وتصبح واقعا ملموسا حينما ينعكس الشق السياسى على الوضع الاجتماعى لكل طبقات الشعب المصرى .

08 أكتوبر، 2014

السؤال حلال والسائل كافرا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟




مشايخنا الافاضل ،فضلكم المرة زاد، والخطوه بينكم وبينا بلاد ،لكن يظل السائل فى نظركم ليبرالى مرتد ، او علمانى كافر ،والسؤال يحمل عدواه للاسلام مابلكم ان اردتكم ان تيجيبوا عن هذه الاسئله ؟
هل المطالبة بالحرية والعدالة و احترام حقوق المواطنة وحقوق الإنسان ، فتنة ينبغي القضاء عليها ؟ 
هل المطالبة بإقامة المؤسسات الدستورية في الدولة مصر أو غيرها والفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية ، وتمكين الشعب من المشاركة السياسية في إتخاذ القرار ، وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني المعبرة عن تطلعات كافة شرائح المجتمع هو عمل يثير الفتنة ويهدد الوحدة الوطنية ويبث الخلاف بين أبناء الشعب الواحد ؟ . 
هل المطالبة بإزالة المظالم الاجتماعية والسياسية والدينية بكافة أشكالهاالطائفية ، وتطبيق مبدأ التوزيع العادل للثروة ، وتمكين جميع المذاهب والأديان دون تمييز من ممارسة حقها الطبيعي في اتباع قواعد مذاهبها وإقامة دور عبادتها، سوف يعمل على إثارة الفتنة الطائفية ؟ أم سيعمل علي وأد مثل هذه الفتنة ؟ 
هل يجب أن تبنى الدولة مشروعيتها على العدل واحترام حقوق المواطنة أم على حرمان الإنسان من حقوقه في التعبير السلمي عن الرأي ، وحقه السلمي في عبادة الله كما يؤمن به وبناء دور العبادة علي أساس قانون موحد لكل المواطنين بصرف النظر عن دينهم .. أم تبني الدولة مشروعيتها عبر التمييز بين فئات المجتمع علي أساس الدين والجنس و أحيانا اللون أو حتي اسم العائلة .. أي مشروعية هي الافضل وأيهما هي التي تحمي الوطن والدولة من مخاطر الفتنة الطائفية ؟.

صراع الهوية في مصر.

  • لم يتعلم أي من المصريين المتصارعين حول «الهوية» درس التاريخ القريب أو البعيد، ولم يقرأوا تلك الحكمة التي خرج بها «نيوبري» بعد أن راجع خصائص الطبقات الحضارية المصرية، حيث قال: «مصر وثيقة من جلد رقيق، الإنجيل مكتوب فيها فوق هيرودت، وفوق ذلك القرآن، وتحت الجميع لا تزال الكتابة القديمة تقرأ بوضوح وجلاء». 
  • في سبتمبر (أيلول) 2011، أي بعد ثمانية أشهر من قيام ثورة يناير (كانون الثاني) وقبل شهرين من أول انتخابات برلمانية أعقبتها، طلب مني رئيس «الدعوة السلفية» والرجل الأهم في حزب النور، ياسر برهامي، نصيحة أقدمها إليه عقب حوار أجرته مجموعة من المثقفين المدنيين، كنت واحدا منهم، مع السلفيين، فقلت له على الفور: أنصحك بأن «تكف ستة أشهر عن قراءة الفقه وتخصص هذا الوقت لقراءة الفلكلور المصري». فامتلأ وجهه بالدهشة، وتساءل: لماذا؟ فأجبته: «لأن الفلكلور يربح في النهاية».
  • لم يعمل برهامي بالنصيحة، وقبله جماعة الإخوان المسلمين التي ظنت أن المصريين صوتوا على مشروعها أو تصورها الديني والفكري الذي تقع الهوية في قلبه، وهي مسألة طالما كنت أفندها في حينها، فدفعوا ثمنا باهظا، أكبر بكثير من الأثمان التي دفعها كل من حاولوا اختصار هوية مصر في جانب واحد: فرعونية، كما كان ينادي حفيد أحمد لطفي السيد وأسس حزبا لهذا الغرض قبل ثورة يناير، وبحر متوسطية كما حلم طه حسين، ومن قبله الخديو إسماعيل الذي أراد أن تكون القاهرة مثل باريس حتى في معمارها، أو إسلامية، كما رفعت ما تسمى حركة «الصحوة الإسلامية» التي بدأت في عشرينات القرن العشرين، أو عربية، حسب ما تبنى التيار القومي، ولا سيما الناصرية، التي غلبت هذا الاتجاه على ما عداه. وفي كل هذه الحالات، كان الحضور الأفريقي موجودا، على الأقل بحكم الجغرافيا التي جعلت مصر بوابة القارة السمراء، وهي مسألة لم تكن سائدة قبل توحيد القطرين على يد الملك الفرعوني مينا، حيث كانت دلتا مصر جزءا من القارة الآسيوية بينما الصعيد هو المنتمي إلى أفريقيا. وتقاطع الدين مع كل هذه الحالات، فنظر إلى مصر لدى كثيرين باعتبارها جزءا من العالم الإسلامي، فيما فرض الصراع الدولي عليها أن تكون في «العالم الثالث» بحكم تقسيمات القرن العشرين، لكن هذه مسألة قابلة للتغير لأنها مرتبطة بشروط اقتصادية وتقنية وقدرات عسكرية معينة.

  • * دولة ذات سيادة
  • * كل هذا ربما كان في ذهن أعضاء «لجنة الخمسين» الذين جلسوا ليضعوا دستور مصر الجديد، عقب ثورة يونيو (حزيران)، حيث نصت المادة الأولى فيه على أن «جمهورية مصر العربية دولة ذات سيادة، موحدة لا تقبل التجزئة، ولا ينزل عن شيء منها، نظامها جمهوري ديمقراطي، يقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون. الشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها، ومصر جزء من العالم الإسلامي، تنتمي إلى القارة الأفريقية، وتعتز بامتدادها الآسيوي، وتسهم في بناء الحضارة الإنسانية».
  • هنا يكونون قد حددوا الهوية بدوائر الانتماء الجغرافي والتاريخي والثقافي، لكنهم في حقيقة الأمر سايروا السائد والمتاح والمألوف، وخضعوا لتوازنات سياسية واجتماعية في اللحظة الراهنة، دون أن ينصاعوا إلى حقيقة دامغة تقول إن هوية مصر هي أنها «مصر»، التي كونت أقدم دولة في تاريخ البشرية، وسعت إلى معرفة الله قبل الأديان الإبراهيمية، وكان موجودا بها سبعة أنبياء قبل الإسلام، وعاشت نحو سبعة قرون دولة مسيحية، وظل المسيحيون يشكلون أغلبية سكانها حتى العصر الفاطمي، أي بعد أكثر من قرنين من الفتح الإسلامي، وهي الدولة التي احتفظت بوضع خاص طيلة زمن الخلافة الإسلامية، الأموية والعباسية والعثمانية، وكانت شبه مستقلة عن السلطة المركزية في دمشق وبغداد وإسطنبول، ومن تولوا أمرها تشجعوا في أغلب الأحيان، على التمرد المعلن أو الصامت على السلطة المركزية محاولين أن يستقلوا بها، هكذا فعل أحمد بن طولون وصلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس، ومحمد علي الذي جهز جيشا لمحاربة السلطان العثماني نفسه.
  • لكل هذا، فإن مصر بدت طيلة تاريخها أمة قائمة بذاتها، نشأت على التوالي، طبقات حضارية بعضها فوق بعض، ومن ثم فإن أي محاولة لتفكيك هويتها أو اختزالها في صنف أو لون واحد محكوم عليها بالفشل الذريع، فالموروث الشعبي المصري يتمدد فيه كل هذا الزمن لتبقى قيم ومعان وألفاظ وطقوس مستمرة لا تهتز ولا تذهب. فعلى سبيل المثال، فإن الطقوس التي تؤدى اليوم في مقام القطب الصوفي أبو الحجاج الأقصري، هي التي كانت تؤدى في المكان ذاته في مصر المسيحية، ومن قبلها في معبد آمون بمصر الفرعونية، إذ تغيرت الكلمات والمعاني والمقاصد واستمرت الطقوس. ولهذا، ليس من قبيل المبالغة أن يقول البعض إن مصر أعطت المسيحية والإسلام من روحها.

  • * لحظة تاريخية
  • * وحين اندلعت ثورة يناير، عبر ميدان التحرير عن كل هذا المعاني، وتعجب كثيرون من الجينات الحضارية التي قفزت فجأة لتجعل المصريين في لحظة تاريخية، يتسامون فوق الاحتقانات الطائفية والطبقية والسياسية التي عانوا منها عقودا. لكن ما إن انتهت الموجة الأولى بإجبار حسني مبارك على التنحي، حتى بدأ صراع الهويات الذي هو السبب الكامن أو المضمر وراء الدم الذي سال، ولا يزال حتى الآن، بينما السبب الواضح الفاضح هو الصراع على السلطة من ناحية، والحفاظ على الدولة من ناحية أخرى، وإن كان البعض يعد حيازة السلطة هي الوسيلة الأقصر والأقرب والأكثر أمنا للدفاع عن الهوية كما يراها، أو يتوهمها.
  • لكن الحالة المصرية هنا ليست استثناء، فالصراعات حول «الهوية»، بشتى أشكالها، تعد الأكثر إراقة للدماء في تاريخ البشرية المديد. فالإنسان الذي طالما تمزق بين «أنا» و«هو» أو «نحن» و«هم»، كان أكثر ضراوة حين زاحم وخاصم وقاتل من يختلفون معه في الدين والسلالة والطبقة والثقافة. وتحت هذه البنى الاجتماعية الكبرى، تناحر المتمايزون في الفروع من بين المتمركزين حول القبيلة والطائفة والمذهب واللهجة. حتى الإمبراطوريات الكبرى لم تقلع عن توظيف الهويات في تبرير مشروعاتها الاستعمارية، حين صنعت منها آيديولوجيات سهلت لها عملية الحشد والتعبئة.
  • وأغلب الأفعال العنيفة محالة إلى التعصب الأعمى للهويات تارة، وإلى الهويات التي تنطوي على أفكار تدعو إلى كراهية الآخر ونبذه طورا.
  • لكن ما أود أن أؤكده في هذا المقام، أن إمكانية إنتاج هوية ما عنفا مقنعا أو منظما، لا يعني بأي حال من الأحوال أن التخلي عن الهوية واجب، فهذه مسألة مستحيلة بل ومرفوضة تماما، لكن من الضروري أن يتخلى الأفراد عن التعصب الأعمى لهوياتهم وخصوصياتهم، وألا يستسلموا لما يسمى «حرب الأفكار» وأن يؤمنوا بتعدد الهويات وتقاطعها، ويتسامحوا مع «الآخر»، ويمتلكوا قدرة فائقة على التفرقة بين التسامح والتساهل، فالأول لازم لنزع أي طاقة عنيفة تحملها الهويات، والثاني غير مطلوب، لأن من لا يحترم ما لديه ليس بوسعه أن يحترم ما لدى الآخرين، ففاقد الشيء لا يعطيه.

  • * ما الهوية؟
  • * ابتداء، فإن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: ما الهوية؟ إنها في معناها الأول والبسيط، هي إدراك الفرد نفسيا لذاته. لكن هذا التصور المبسط لم يلبث أن اتسع وتفاعل داخل العلوم الإنسانية قاطبة، ليشمل الهوية الاجتماعية، والهوية الثقافية، والهوية العرقية، وجميعها مصطلحات تشير إلى توحد الذات مع وضع اجتماعي، أو تراث ثقافي، أو جماعة عرقية. وإذا انطلقنا من الذات وفارقناها إلى المحيط الأكبر، فيمكن الحديث عن هوية الجماعة، التي تعني التوحد أو الإدراك الذاتي المشترك بين جماعة من الناس.
  • والهوية مفهوم متعدد الجوانب، يتعلق بفهم الناس وتصورهم لأنفسهم ولما يعتقدون أنه مهم في حياتهم، استنادا إلى مصادر معينة مثل الجنوسة والتوجه الجنسي والجنسية والإثنية والطبقة والمذهب وغيرها. وهناك نوعان من الهوية. الأول هو الهوية الذاتية. والثاني هو الهوية الاجتماعية. وكلاهما مرتبط بهمزات وصل كثيرة.
  • وإذا كان النوع الأول يتمحور حول الأنا بوصفها مظهرا شعوريا للذات كما يدركها صاحبها، فإن هوية المجتمع هي خلاصة عبقريته وذكائه الجمعي المستقى من سماته النفسية وتاريخه وقيمه وعقيدته وتصوراته وتجربته الحياتية بكل ما تنطوي عليه من قدرة على الاستيعاب والاستبعاد، وإمكانية في التواصل مع التجارب الأخرى، والتفاعل معها بمختلف الصور والأشكال. وهذان النوعان يشكلان صلب الاهتمامات المعرفية والعلمية بقضية الهوية، لا سيما الدراسات الثقافية، التي تنشغل أساسا بفحص السياقات التي يقوم الأفراد والجماعات، داخلها ومن خلالها وبالاستناد إليها، بتكوين هوياتهم أو فهمهم لذواتهم والتعبير عنها وحمايتها.
  • وينطوي مفهوم الهوية على خاصية ثابتة ومستمرة للفرد أو الجماعة، وهذا إن كان من الممكن تقبله على المستوى النظري، فإن من الصعب تحققه في الواقع المعيش. لذا يدعو بعض الباحثين إلى التركيز على عملية التوحد، وليس البحث عن هوية ثابتة، لأن الأخيرة تكاد تكون مستحيلة. فالشخص الواحد ينتمي إلى هويات كثيرة، وهو ما عبر عنه أمارتيا سين حين قال: «إننا في حياتنا العادية نرى أنفسنا أعضاء لعدد متنوع من الجماعات، ونحن ننتمي إلى كل هذه الجماعات، فالشخص نفسه يمكن أن يكون، دون أي تناقض، مواطنا أميركيا من أصل كاريبي، ويتحدر من سلالة أفريقية، ومسيحيا، وليبراليا، وهو رجل، ونباتي، وعداء للمسافات الطويلة، ومؤرخا، ومعلما، وروائيا، ومناصرا لقضايا المرأة، وطبيعيا في علاقته بالجنس الآخر.. ومحبا للمسرح، ومناضلا من أجل قضايا البيئة، ومشجعا للعبة التنس، وعازفا لموسيقى الجاز، وشديد الإيمان بالرأي الذي يقول إن هناك مخلوقات ذكية في الفضاء الخارجي». وهذا التعدد في الهويات يتكرر لدى كل فرد على وجه الأرض، بما يجعل الإنسان موزعا طيلة الوقت بين انتماءات متقاطعة ومتشابكة، ومتباينة أحيانا. وقد يشترك الفرد في انتماء أو أكثر من فرد آخر، لكنهما يكونان في الوقت ذاته متناقضين ومتنافرين في انتماءات أخرى، وهذا في شبكة اجتماعية غير منتظمة.
  • ونظرا لهذا التعقيد، حاولت بعض الدراسات الاجتماعية والاقتصادية أن تمارس نوعا من التجنيب أو الاختزال لـ«الهوية» عبر سبيلين: الأول هو «الإغفال» بمعنى التجاهل والإهمال الكلي لتأثير أي شعور مشترك بالهوية على سلوكيات واختيارات التجمعات البشرية، والتعامل مع كل فرد كأنه «كل متكامل» منبت الصلة عن غيره، ويعمل ويتحرك في جزيرة منعزلة. أما الثاني فهو «الانتماء الأحادي أو المنفرد» الذي يعني النظر إلى كل فرد كأنه لا ينتمي إلا إلى جماعة واحدة، يعطيها ولاءه.

  • * مصر تعود
  • * وعموما، فإن الإنسان لا يعطي مختلف هوياته الدرجة نفسها من الأهمية أو الأولوية، لكنه يغلب بعضها على بعض، وقد تنتظم لديه في سلم انتماء يتدرج من الأقصى إلى الأدنى، وهنا قد تجد مجموعة بشرية نفسها متفقة على إعطاء وزن أكبر لهوية معينة عما عداها، ويورثها هذا شعورا قويا بالتمايز عن الآخرين.
  • وهذه المجموعة قد تصغر لتختصر في جماعة أو عائلة أو عشيرة أو قبيلة أو طائفة أو أهل حرفة أو أتباع دين أو لغة، وقد تكبر عند البعض لتصبح الدولة أو الإقليم، وهنا يمكنها أن تأخذ أسماء عدة. فعلى سبيل المثال، هناك مصطلحات مختلفة للتعبير عن هوية المنتمين إلى منطقتنا من العالم مثل: «الرابطة الشرقية» و«الجامعة الإسلامية» و«القومية العربية» و«الرابطة الوطنية الإقليمية» و«العالم العربي» و«الوطن العربي»، وغير ذلك من المفاهيم التي ثار حولها جدل فكري عارم منذ مطلع النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى اللحظة الراهنة.
  • ومن يمعن النظر في الملابسات والسياقات المرتبطة بالأعمال العنيفة التي تمت بسبب تنازع الهويات، يجد أن وجاهة ورسوخ وتأثير التصورات التي تبرر العنف تختلف باختلاف المدى أو القدر الذي يتوافر فيه للساخطين الشعور بالانتماء إلى جماعة معينة. ويتولد هذا الشعور ويتعزز عبر مجموعة من المعاني والرموز التي تجعل الناس واعين بحالات السخط المشتركة بينهم، ومدركين في الوقت ذاته حجم وجود الجماعة أو المنظمة التي تضمهم، وواثقين بقدرتهم إن توحدوا على أن ينتفضوا ضد من يضطهدهم أو يقهرهم. ومثل هذا الوضع دفع ديفيد شوارتز إلى القول: «الإغراءات الثورية تكون ناجحة بمقدار ما توفر الشعور بالانتماء إلى جماعة تاريخية معتدة بنفسها، حتى لو كانت من نتاج الخيال».
  • والصراع حول الهوية آفة عرفتها البشرية طيلة تاريخها المديد، بدءا من التناحرات العشائرية والقبلية وحتى صراع الدول والإمبراطوريات والحضارات. وصراع الحضارات هو المشهد الأخير في استخدام الهوية كرأس حربة ضد «الآخر». وهذه حالة عامة لا سبيل لنكرانها.
  • فإذا عدنا إلى حالتنا الخاصة التي نقصدها في هذا المقام، يمكن أن نقول إنه مع تفشي البطالة في مصر، وإصرار الكبار على ممارسة الوصاية على الشباب في نظام «أبوي» جامد، ينشأ وسط صراع أجيال حاد، وانسداد الأفق السياسي بفعل تسلطية الدولة وبطشها، واستشراء الفساد، وازدياد حجم الغبن الاجتماعي، وشيوع ثقافات تقليدية ودينية نازعة إلى الجمود والتشدد، واستفحال الشعور بالقهر والظلم والهوان حيال العالم الخارجي، يجد الشباب المصري نفسه مدفوعا إلى الانزلاق إلى ارتكاب العنف بشتى صوره الرمزية واللفظية والمادية، وهي حالة لا شفاء منها دون انقضاء الأسباب التي تؤدي إليها، ثم جاء الصراع حول الهوية ليزيد الطين بلة.
  • لكن الأسباب كلها كانت وراء العنف الاجتماعي، أما العنف السياسي في مصر فيعزى إلى صراع الهويات بالأساس الذي كان مكبوتا أيام حكم مبارك بفعل القوة الأمنية، ثم انفجر بعد رحيله بطريقة غير مسبوقة، فوجدنا مخاوف الأقباط من تقدم «الإخوان» والسلفيين في الحياة السياسية، وهتف بعض المسيحيين في المظاهرات التي نظموها احتجاجا على هدم وحرق كنائس على يد سلفيين: «بالطول والعرض.. إحنا أصحاب الأرض». أما السلفيون وأتباع «الجماعة الإسلامية» والجهاديون، فقد قلبوا هتاف الثورة «الشعب يريد إسقاط النظام» عقب رحيل مبارك مباشرة إلى: «الشعب يريد تطبيق شرع الله».
  • وأتذكر في هذا المقام مجموعة من الملتحين كانوا يجوبون ميدان التحرير فاردين فوق رؤوسهم علما ضخما لمصر، وهم يهتفون: «لا شرقية ولا غربية.. مطلبنا هو الحرية»، ولم يكن هذا إلا نوعا من التحايل والخوف، لأن مبارك وقتها كان لا يزال ينازع من أجل الاحتفاظ بالسلطة، ومن ثم فجزء كبير من قدرته على تخويف هؤلاء كانت باقية، ومن هنا تخلى هؤلاء «تكتيكيا» عن «لا شرقية ولا غربية.. إسلامية إسلامية» إلى رفع شعار «الحرية» المتساوق مع مبادئ ومطالب الثورة، ثم انقضوا عليه وعادوا إلى سيرتهم الأولى، بعد أن زالت أسباب الخوف.

  • * تحت راعية «الشرعية»
  • * وبلغ الأمر مداه مع الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي جرى في 19 مارس (آذار) 2011، وكان بداية الافتراق في الساحة السياسية والقوى الثورية أو تلك التي التحقت بالثورة بعدما تأكدت من نجاحها. فانقسمت مصر إلى «مدنيين» يصفهم «الإخوان» والسلفيون بأنهم «علمانيون»، ويتركون لمشايخهم مهمة تشويه هذا المصطلح بما ليس فيه، من دون ورع ولا علم ولا حياء، وإلى «إسلاميين» حسبما يصفون هم أنفسهم، وإن كانت تدابيرهم وتصرفاتهم، بل أقوالهم، تتناقض أو تتعارض مع صحيح الإسلام في مواضع لا حصر لها، ولا داعي لذكرها هنا.
  • ووسط هذا الضجيج، عادت أصوات تتحدث عن الخوف من اختطاف الهوية المصرية، التي ألفوها وتعايشوا معها، وكانوا يعنون بها طبائع المصريين وثقافتهم العميقة وطريقتهم الوسطية أو المعتدلة في فهم الدين وتطبيقه، التي جعلت الإمام الشافعي نفسه يفتي ذات يوم في مصر بغير ما يفتي به في العراق على المسألة نفسها. وزادت هذه المخاوف مع اتجاه «الإخوان» إلى التحالف مع التكفيريين والسلفيين الجهاديين، بعد عقود بدوا فيها كأنهم قد تماهوا مع مقتضيات الهوية المصرية أو تكيفوا مع طبائع وقيم وموروث المصريين، وهي مسألة كانت تعطيهم ميزة على تيارات العنف والجمود التي اتخذت من الإسلام آيديولوجية لها أو زعمت أنها تحمل لواءه في الدعوة.
  • وفور سقوط حكم «الإخوان» بعد ثورة 30 يونيو، اشتد الصراع على السلطة ضراوة، وهو يلبس لبوس الهوية، فالذين وقفوا على منصة «رابعة» كانوا طيلة الوقت يصدرون خطاب الهوية رغم أنهم يعلمون بينهم وبين أنفسهم أن مقصدهم هو الاحتفاظ بالسلطة والاستعداد للقتال من أجل هذا تحت راعية «شرعية» فقدوها قبل الثورة بكثير لأسباب كثيرة. فخطاب الهوية هنا كان الهدف منه تجميع القوى «الدينية» للوقوف إلى جانب «الإخوان» في معركتهم السياسية البحتة. وفي مقابل هذا، استدعى معارضو «الإخوان» خطاب هوية آخر هو الدفاع عن «خصوصية» الأمة المصرية وتاريخها، وهي استدعاءات لا تزال قائمة حتى هذه اللحظة ولا أعتقد أنها ستتوقف في المدى المنظور، ليستمر الكل، في سذاجة مفرطة، في التناحر من أجل تحديد هوية مصر، ولن يفعلوا في نهاية المطاف سوى مثلما فعل ذلك الذي أخذ وقتا طويلا للتفكير، ثم عرف الماء بالماء.
  • * كاتب مصري

عشرة أسباب تجعل أمريكا «ليست» دولة حريات






ميرفت الحطيم – مجلة روزا اليوسف

في الوقت الذي تصدر الولايات المتحدة فيه سنويا تقارير عن حالة الحريات الفردية في دول العالم الأخري، ترصد فيها إصدار القوانين والتعليمات التي تحد من الحريات في العالم. فعلي سبيل المثال قد تم توجيه الانتقاد إلي إيران، لمنعها إجراء المحاكمات العلنية العادلة وتضييق الحرية الشخصية، فيما اعتبرت روسيا ضالعة في عملية تقويض سير المحاكمات العادلة. كما وجهت إدانات إلي دول أخري لاستخدامها أدلة سرية وعمليات تعذيب؛ وتنسي أمريكا دائما أن تتحدث عن وضع الحريات علي أراضيها. فتقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية من خلال تحقيق جوناثان تورلي- أستاذ قانون الصالح العام في جامعة جورج واشنطن: وحتي في حالة إطلاقنا الأحكام علي دول نعتبرها غير حرة، يبقي الأمريكيون واثقين بأنه يجب علي أي تعريف للدولة الحرة أن يتضمن بلدهم، بلد الحريات، ولكن قوانين وممارسات بلد الحريات هذه من شأنها أن تهز أركان تلك الثقة.

ويضيف تورلي: في السنوات التي أعقبت الحادي عشر من سبتمبر 2001 عمدت أمريكا إلي الحد بشكل كبير من الحريات الشخصية تحت عنوان دولة الأمن الموسعة.

وكان آخر مثال علي ما تقدم هو قانون تفويض الدفاع الوطني الموقع بتاريخ 31 ديسمبر الماضي، الذي سمح باعتقال المواطنين لأجل غير مسمي. والسؤال الذي يبرز في هذا الصدد هو: إلي أي حد يسهم تحديد الحريات الشخصية في أمريكا في تغيير تعريفنا لأنفسنا؟

وفي الوقت الذي كان الجدل قد رافق إقرار كل قانون ذي صلة بالأمن الوطني في واشنطن، فإن هذه القوانين غالبا ما تناقش بشكل منفصل، لكن هذه القوانين لا تطبق علي نحو منفصل.

وتشكل هذه القوانين فسيفساء من السلطات التي يمكن بموجبها اعتبار بلادنا، جزئيا علي الأقل، بلدا سلطويا. وغالبا ما يزعم الأمريكيون أن بلادهم تمثل رمزا للحرية في العالم وينعتون دولا مثل كوبا والصين بأنها غير حرة. ومع ذلك، ومن وجهة نظر موضوعية، قد لا نكون علي جانب كامل من الصحة. إن هذه الدول تفتقر إلي الحقوق الفردية الأساسية مثل الإجراءات القانونية للعدالة، مما يجعلها خارج أي تعريف معقول لمصطلح «الحرية»، لكن الولايات المتحدة تمتلك اليوم أكثر من أي وقت مضي سمات مشتركة مع مثل هذه الأنظمة، وهو الأمر الذي لا ترغب الإدارة الأمريكية في الاعتراف به.

وتمتلك هذه البلدان أيضا دساتير تهدف إلي ضمان الحريات والحقوق، غير أن حكوماتها تمتلك حرية تقدير واسعة تسمح لها بحجب هذه الحقوق ولا توفر سوي سبل عملية محدودة تتيح لمواطنيها الاعتراض، وهذا الأمر بعينه يمثل مشكلة القوانين الجديدة المعتمدة في هذه البلاد. إن قائمة القوانين التي شرعتها حكومة الولايات المتحدة منذ الحادي عشر من سبتمبر تضعها اليوم في خانة هذا الصنف من الدول.

ويسرد أستاذ القانون الأمريكي الأسباب العشرة التي بها لم تعد أمريكا بلد الحريات كما تدعي ،فيقول :

1- اغتيال المواطنين الأمريكيين 

زعم الرئيس أوباما، كما فعل من قبله الرئيس جورج بوش،أنه يمتلك الحق بتوجيه الأوامر لقتل أي مواطن يعد إرهابيا أو محرضا علي الإرهاب. ففي العام الماضي، صادق الرئيس علي قتل المواطن الأمريكي أنور العولقي ومواطن آخر بموجب هذا التفويض. وفي الشهر الماضي ديسمبر، أكد مسئولو الإدارة علي توافر مثل هذا التفويض، قائلين أن بوسع الرئيس أن يأمر بعمليات اغتيال لأي مواطن يعده متحالفا مع الإرهابيين. وانتقدت دولا مثل نيجيريا وإيران وسوريا مرارا لقتلها أعداءها خارج إطار القانون.

2- الاحتجاز لأجل غير مسمي 

بموجب القانون الذي وقع الشهر الماضي، يحتجز المشتبه بهم في أعمال الإرهاب من جانب الجيش، كما يتمتع الرئيس أيضا بسلطة احتجاز المواطنين المتهمين بأعمال إرهابية لأجل غير مسمي، وبينما تزعم الإدارة الأمريكية أن هذا النص يخص القانون الحالي فقط، فإن الخبراء يعارضون وجهة النظر هذه علي نحو واسع، كما عارضت الإدارة الجهود المبذولة للاعتراض علي هذا التفويض في المحاكم الاتحادية. وتواصل الحكومة زعمها بامتلاك الحق بنزع الحماية القانونية عن المواطنين استنادا إلي تقديراتها الخاصة. وانتقدت الصين عندما شرعت مؤخرا قانونا لاحتجاز مواطنيها يتضمن تحديدات أوسع، فيما حددت الولايات المتحدة دولا مثل كمبوديا متهمة إياها بـ«الاحتجاز لفترات طويلة».

3- عدالة تعسفية 

ويقرر حاليا الرئيس إن كان الشخص المعني سيحظي بمحاكمة في المحاكم الاتحادية أو في المحاكم العسكرية، وهو نظام صار موضع سخرية العالم بسبب افتقاره إلي الحماية القانونية الأساسية للمحاكمات. وكان الرئيس بوش قد حصل علي هذه السلطات سنة ,2001 وواصل أوباما تلك الممارسة خلال فترة حكمه. وأدانت كلا من مصر والصين لاحتفاظهما بأنظمة عدالة عسكرية منفصلة لعدد منتقي من المتهمين، بما في ذلك المدنيون.

4- التفتيش بدون إذن قضائي 

بوسع الرئيس أوباما حاليا أن يأمر بعمليات مراقبة دون إذن قضائي، بما في ذلك صلاحية جديدة يتم بمقتضاها إرغام الشركات والمنظمات علي تقديم المعلومات المتعلقة بالتعاملات المالية للمواطنين، واتصالاتهم، وعلاقاتهم. وقد حصل الرئيس بوش علي هذه السلطات الواسعة بموجب القانون الوطني (باترويت) لسنة .2001 وفي سنة 2011 وسع أوباما الصلاحيات، بما في ذلك التفتيش في كل شيء من وثائق الأعمال التجارية إلي سجلات المكتبات. وبوسع الحكومة أن تستخدم «مخاطبات الأمن الوطني» لمطالبة المنظمات، دون سبب مقنع، بتوفير المعلومات المطلوبة بشأن المواطنين وأن تأمرهم بعدم البوح بذلك إلي الطرف المتضرر. وانتقدت ممارسة كل من المملكة العربية السعودية وباكستان نشاطات في ظل قوانين تسمح للحكومة بالانخراط بأعمال مراقبة انتقائية.

5- أدلة سرية 

تستخدم الحكومة الأمريكية هذه الأيام بشكل روتيني الأدلة السرية لاعتقال الأفراد وتوظف أدلة سرية في المحاكم العسكرية والمدنية، كما تمتلك الحكومة سلطة رفض القضايا المرفوعة ضد الولايات المتحدة بمجرد الإعلان بأن هذه القضايا من شأنها أن تضطر الحكومة إلي الكشف عن معلومات سرية تضر بالأمن القومي وهو زعم يتم استخدامه في عدد من القضايا القانونية الخاصة ويقبل علي نحو واسع من جانب القضاة الاتحاديين دون أي استفسار. حتي إن وجهات النظر القانونية التي تدرج بوصفها أساسا لتصرفات الحكومة أثناء إدارتي بوش وأوباما، تم إضفاء طابع السرية عليها. إن ما تقدم يتيح للحكومة توظيف حجج قانونية سرية لدعم إجراءات سرية باستخدام أدلة سرية. يضاف إلي ذلك، أن بعض القضايا لا تصل إلي المحاكم علي الإطلاق. وتقوم المحاكم الاتحادية بشكل روتيني برفض الاعتراضات الدستورية علي السياسات والبرامج بحجة تعريف ضيق.

6- جرائم الحرب 

طالب العالم بمحاكمة أولئك المسئولين عن أعمال التعذيب في حق المشتبه بهم بأعمال إرهابية خلال فترة إدارة الرئيس بوش، غير أن إدارة الرئيس أوباما قالت سنة 2009 إنها لن تسمح بالتحقيق مع موظفي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومحاكمتهم لارتكابهم مثل هذه الأفعال. وبهذا الموقف، لم تقض الإدارة علي التزاماتها بموجب المعاهدة فقط، لكنها قضت أيضا علي مبادئ نورمبيرج التي لها صلة بالقانون الدولي.

فعندما بدأت محاكم في دول مثل إسبانيا بالتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبها المسئولون في إدارة بوش، قيل إن إدارة أوباما حثت المسئولين الأجانب علي عدم السماح لمثل هذه القضايا بأن تمضي قدما، رغم حقيقة أن الولايات المتحدة كانت قد طالبت بالتفويض ذاته بخصوص جرائم حرب مزعومة في دول أخري. لقد قاومت دول عديدة طلبات التحقيق مع مسئولين متهمين بارتكاب جرائم حرب وتعذيب. وقام البعض في نهاية المطاف، مثل الصرب وتشيلي، بالرضوخ وامتثلوا لمتطلبات القانون الدولي، كما رفضت دول أخري عمليات التحقيق المستقلة مثل إيران وسوريا والصين.

7- المحاكم السرية 

زادت الحكومة من استخدامها لمحاكم المراقبة الاستخبارية الأجنبية السرية، التي قامت بدورها بتوسيع مطالباتها السرية لتتضمن أفرادا يعتبرون أنهم يساعدون أو يحرضون الحكومات أو المنظمات الأجنبية المعادية. وفي سنة 2011 جدد الرئيس أوباما هذه الصلاحيات، بما في ذلك السماح بأعمال التفتيش السرية للأفراد الذين لا ينتمون إلي جماعة إرهابية محددة. وأكدت الإدارة علي حقها بالتغاضي عن الحدود التي وضعها الكونجرس علي مثل هذا كمراقبة. تضع باكستان مراقبة الأمن الوطني في باب السلطات غير الخاضعة لمساءلة الدوائر العسكرية أو الاستخبارية.

8- الحصانة أمام المراجعة القانونية 

شأنها شأن إدارة الرئيس بوش، نجحت إدارة الرئيس أوباما بالدفع باتجاه تأمين الحصانة للشركات التي تساعدها في تنفيذ عمليات مراقبة علي المواطنين، ووقف قدرة المواطنين علي الاعتراض علي انتهاك خصوصيتهم. كذلك تفعل الصين التي حافظت علي حقوق حصانة واسعة داخل وخارج البلاد، علي حد سواء، وهي ترفض بشكل روتيني الدعاوي القضائية المرفوعة ضد الشركات الخاصة.

9- الرقابة المستمرة للمواطنين

دافعت إدارة الرئيس أوباما بنجاح عن زعمها أن بوسعها استخدام أجهزة نظام تحديد المواقع جي. بي. إسGPS لمراقبة كل حركة من حركات مواطنيها المستهدفين دون استصدار أي قرار أو مراجعة من المحكمة. وانتقدت استخدام المملكة العربية السعودية لأنظمة مراقبة عامة هائلة، في وقت تكتسب فيه كوبا سمعة سيئة لدورها في الرقابة الفاعلة لمواطنين منتقين.

10- التسليم الاستثنائي 

تمتلك الحكومة الأمريكية حاليا القدرة علي نقل المواطنين وغير المواطنين، علي حد سواء، إلي دولة أخري بموجب نظام يعرف باسم «التسليم الاستثنائي»، والذي كان قد واجه إدانة لأنه يستخدم دولا أخري، مثل سوريا وباكستان، لتعذيب المشتبه بهم. وتقول إدارة الرئيس أوباما بأنها لن تواصل هذه الانتهاكات التي جرت في عهد الرئيس بوش، لكنها تصر علي حقها غير المشروط بالأمر بتنفيذ مثل هذه التنقلات، بما في ذلك النقل المحتمل لمواطنين أمريكيين. لقد جاءت هذه القوانين مع ضخ أموال إلي نظام أمني موسع علي صعيد الولايات والدولة الاتحادية، بما في ذلك نصب عدد أكبر من كاميرات المراقبة، ونشر عشرات الآلاف من رجال الأمن وتوسع هائل في بيروقراطية مطاردة الإرهاب.

ويتغاضي بعض السياسيين عن مثل هذه الممارسات ويقولون إن السلطات المتزايدة هذه ليست سوي استجابة للمرحلة التي نمر بها. وعليه، كان بوسع عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري ليندسي جراهام، أن يؤكد في مقابلة له في الربيع الماضي، دون أي اعتراض، بأن «حرية التعبير عن الرأي فكرة عظيمة، لكننا في حرب». بطبيعة الحال، لن «يستسلم الإرهاب» أبدا ولن يضع حدا لهذه «الحرب» الفريدة.

من جانب آخر، يسعي سياسيون آخرون إلي تقديم تفسير عقلاني، قائلين أنه في الوقت الذي تتوافر فيه مثل هذه السلطات، فإن الأمر يتعلق بسبل استخدامها.

إن ما تقدم يمثل جوابا معتادا من جانب الليبراليين الذين لا يقدرون علي إدانة أوباما كما فعلوا مع بوش. وعلي سبيل المثال، يصر عضو الكونجرس الديمقراطي كارل ليفن علي أن الكونجرس لا يتخذ أي قرار بشأن الاحتجاز لأجل غير مسمي قائلا: «هذا قرار نتركه لمن ترجع الأمور إليه للسلطة التنفيذية».

وفي توقيعه علي البيان الخاص بتشريع قانون تفويض الدفاع، قال أوباما إنه لا ينوي استخدام سلطاته الأخيرة باحتجاز المواطنين لأجل غير مسمي. ومع ذلك، لايرضي الرئيس بالسلطات الممنوحة له، شأنه شأن بعض أنواع المستبدين الذين يشعرون بالندم. ولا تعرف الدولة السلطوية استنادا إلي استخدام السلطات الاستبدادية فقط، بل بقدرتها علي استخدامها.

وإذا ما كان بوسع رئيس الدولة أن يسلبك حريتك أو حياتك من خلال صلاحياته، تصبح حينها كل الحقوق ليست أكثر من هبة تقديرية مرهونة بإرادة السلطة التنفيذية.

لقد فهم الفلاحون الذين عاشوا في ظل نظم استبدادية في أمريكا هذا الخطر بشكل أفضل منا.

وكان جيمس مادسون قد أصدر تحذيره الشهير عندما قال إننا بحاجة إلي نظام لا يعتمد علي النوايا أو الدوافع الطيبة لحكامنا: «إذا كان الرجال ملائكة، لن تكون هناك حاجة لأية حكومة».

أما بنيامين فرانكلين فقد كان رده أكثر مباشرة. ففي سنة 1787 التقت السيدة باول بالرئيس فرانكلين بعد إقرار الدستور وسألته: «حسنا يا دكتور، ما الذي حصلنا عليه الآن؟ جمهورية أم ملكية؟» كان جوابه يتضمن معاني يقشعر لها البدن إذ قال: «جمهورية، يا سيدتي، هذا إن كان بوسعك الحفاظ عليها».

ومنذ الحادي عشر من سبتمبر صنعت نفس الحكومة التي كان الفلاحون يخشون منها: حكومة بصلاحيات واسعة وغير محددة إلي حد كبير ومتشبثة بأمل أن يتم استخدامها بحكمة.



وتبدو الأحكام المتعلقة بالاحتجاز لأجل غير محدد الواردة في قانون تفويض الدفاع للكثير من المدافعين عن الحريات بمثابة خيانة من جانب أوباما. وبينما كان الرئيس قد وعد بنقض القانون بسبب تلك المادة الواردة فيه، كشف ليفن، وهو أحد رعاة مشروع القانون، في قاعة الكونجرس أن البيت الأبيض كان بالحقيقة من صادق علي إزالة أي استثناء للمواطنين من الاحتجاز ذي الأجل غير المحدد. إن انعدام الأمانة من جانب السياسيين ليس أمرا جديدا بالنسبة للأمريكيين، لكن السؤال الحقيقي هو ما إذا كنا نكذب علي أنفسنا عندما نطلق علي هذه البلاد – أمريكا – اسم أرض الحريات.