07 ديسمبر، 2015

رفقا بشباب مصر

لقد  تم اختطاف التعليم فى مصر على مدى ستة عقود من الزمان 
اختطفه نظام سياسى كان همه الأكبر اعداد مواطن لديه كامل الولاء للسلطه ،مواطن خانع ،خاضع ،مغيب ،بلا كرامه تم قتل روح النقد والابداع داخله ،وعندما فشلت الدوله فى القيام بدورها نحو المواطن الذى غيبته وركعته وهمشته ارتمى هذا المواطن فى براثن جماعات صورت له ان الملاذ الوحيد لحياه افضل هو العوده للماضى لانه لن ينصلح امر هذه الامه سوى بما انصلح به أمر الاولين ،وفى ظل غياب تام لدور الدوله فى التعليم والصحه ،حلت هذه الجماعات محل الدوله متاجرة بهذا الشباب ،بفقره وبطالته ،ومرضه فانضم كثيرا من ابناءنا لتلك الجماعات ،بل الادهى انها استغلت الفارين من جحيم البطاله والفقر والذين يأسوا من  التغيير وخسروا الدنيا وبات عليهم ان ينجوا بالاخره فحولتهم لقنابل واحزمه ناسفه  ، وعلى الجانب الاخر فر كثيرا من ابناءنا  للشارع لنجدهم اليوم موزعبن بين بلطجى ،وفهلوى ،واونطجى لا ينتمى سوى لشخصه وما يتخيله محققا لسعادته الشخصيه بعيدا عن الدوله والتى من المفترض ان بكون انتماءه الاول والاخير لها . 
 لذلك فان ظواهر الارهاب و العنف الكارثيه والدمويه والانتقاميه هى نتاج طبيعى للتعليم الذى حول المصرى لسلعه رديئه غير مؤهله لسوق عمل غير موجوده بالاصل ،وايضا انضمام عددا ليس بالقليل لجماعات تريد السلطه وتستتر بالدين فى صراعها مع المستبد الحاكم ، هو نتاج طبيعى لغياب دور الدوله سواء فى تحقيق المواطنه الاجتماعيه وهو اقل حق للبشر خاصة مع اطلاع الشباب على المستوى الذى ينعم مثيله فى العالم بالرفاهيه ورغد العيش بينما هو تائه ،ضائع ،مشتت .
 ان حيرة الدوله المصريه فى مواجهة البلطجه لاتقل عن حيرتها فى مواجهة الارهاب !  والاثنان صنيعتها ونتاج طبيعى لسوء سياستها .
  لذلك ان اردنا خيرا بشبابنا علينا بترسيخ قيم المواطنه بمفهومها التشاركى والمساواتى المفضى للانتماء والوطنيه من تفعيل القانون وخلق كيانات تنمويه حقيقيه  لان من يستهلك ما ينتجه العالم غربا وشرقا لم يعد دور الدوله هو خلق وظيفه له بل خلق كيانات إقتصاديه  توفر لهم حياه كريمه تجعل الشباب يتخلى عن الشارع مرتع البلطجه والفهلوه وايضا تستعيده من براثن الداعيه الذى يلقنه  كل صنوف الكراهيه والحقد والارهاب لابد ان نحمى الشباب ونجعل سعادته كفرد هى سعادته كمواطن له كامل الحقوق وعليه المسئوليات التى تخلق منه كيانا يحقق الانتماء والوطنيه ويبث فيه روح الامل فى غد مشرق مستعيدين الروح الرائعه والخلاقه للشخصيه المصريه . 

ليست هناك تعليقات: