14 نوفمبر، 2016

تأملات على ضفاف المستقبل

     من الأجدر بنا ونحن نواجه التغيرات المتلاحقه والسريعه فى مصر والمنطقه من حولنا ،بل والعالم كله ، ان نتعلم ان الثقه فى كل شىء هى عنوان الفشل ،وأكبر عقبه فى طريق تحقيق النجاح ، ليس على المستوى الشخصى بل المجتمعى ،لان كل شىء وكل مايدور حولنا نسبى ،وخاضع للنقاش والمشاركه والبحث ولا يوجد مطلق فى فيما يخص دنيانا . 

  مهما حاول  كلا منا ان يخفى الحقيقه، او يشوهها، أو يتجاهل مبدأ الشفافيه فى تناوله للامور ،وهو يحاول الوصول لهدفه ،فهو دون أن يشعر يضع أكبر عقبه فى طريق وصوله لهدفه ،وتحقيق النجاح ،لأن الشفافيه والصدق أقصر الطرق للنجاح الصادق وليس النجاح المزيف الدى سرعان ما ينهار مع اكتشاف الحقيقه !!  

      إن كنا نريد النجاح فعلا سواء على المستوى الشخصى، او المهنى، او السياسى، أو فى العمل العام ،فلابد أن ندرك تماما وجيدا ، أن نتجنب الأشخاص المحبطين والأفكار المحبطه لأنه الأمل يصنع النجاح، وهو بداية التطور وهو صانع الحضاره، والمدنيه، والتقدم  بدأ بمجرد فكره ،وخيال طموح، وأمل فى قلب مبدع لم يقض عمره يلعن الفشل، بل أضاء شمعه فى نفق مظلم حتى استطاع ان يملأ بنوره وليس النفق فقط  ، بل أنار مدارات الفضاء من حولنا ومازال المحبطين يبكون حظهم العثر عند سفح جبال الاحباط والكراهيه . 

  اكثر مايؤلمنى فى الخمس سنوات الماضيه هو ما رايته ولمسته من شعورا بالسعاده إمتلك البعض وهو يرى الأخر تصيبه نكبات ،أو يفشل ،دون أن يدرك ان هدا الإحساس  وضعه فى جنة المغفلين الوهميه،  فبنى سعادته على فشل غيره او الشماته فيه !!!   

متى يعلم الجميع أن الله خلقنا مختلفين ؟ وان رضاءنا عن بعضنا مستحيل !فكيف يرضى الناس عن بعضهم ؟وهم إختلفوا على من وهبهم السمع والبصر والعقل والنعم .         

     هناك خطأ جسيم فى تربيتنا ونشأتنا بدأت من أب متسلط ،ومعلم متسلط ورئيس فى العمل متسلط،  ظانين جميعهم ان سلطاتهم ستخلق منا ناجحين ،ومتناسين أن أساس النجاح هو النقد البناء والحجه والمنطق والعقل والدراسه والفهم والمشاركه والواقعيه ،وليس تقديس كل من يملك سطات أورثتنا الهوان وفقدان القدره على الابداع ،والتنميه الحقيقه ،فهل نسى كل متسلط ان كل الافكار التى تقدمت بها البشريه كانت فى نشأتها غريبه وغير مقبوله ؟  أثرت اليوم ان أسجل هدا لان المسئوليه الملقاه على عتق وكاهلى كمعلم مصرى عاشقا لبلده  كبيره فى لحظه فارقه فى تاريخ مصرنا وشعبنا الرائع، الدى لايستحق منا سوى ان يعى ان النقاش الايجابى والمعارضه القويه الدكيه الواعيه هى من تنهض بالامم ،وتصنع مستقبلها وليس التأييد السلبى لكل شىء ،ولو بالصمت المريح !!!  نعم  الحقيقه مره وغير  مريحه ولكن إخفاءها أكثر مراره وإيلاما لأولدنا وأحفادنا وسيؤدى بالجميع للهلاك .    

  إن أردنا مستقبلا يليق بنا وبأولادنا واحفادنا ، لابد ان نضع فى اعتبارنا ان البعد عن الاحباط والتشبث بالأمل والعمل والاعتماد على الشفافيه والصدق والنقد البناء  ،وعدم الركون لصحة كل شىء ، هو ضفافا لنهر الحياه المصريه ،الممتده من الفراعنه مرورا بكل طبقات الشخصيه المصريه سواء الاجتماعيه او الجغرافيه التى تمثل إحدى ركائز قوة مصر وبقاءها .

                               عصام يونس 
                                           السنبلاوين 13 /11/ 2016 
     

ليست هناك تعليقات: