01 ديسمبر، 2016

مهنة التدريس بين الأخلاق والعقل

مهنة التدريس بين الأخلاق والعقل

        غالبا ما يكون وفاء الإنسان لوجباته الأخلاقيه منافيا للعقل الباحث دائما عن مصلحة الفرد الشخصيه ، متجاهلا إتساقه مع ذاته ،بغض النظر عما يصيب الاخر من منفعه زائفه او فى الغلب العن ضرر ناتج عن سوء فعلته ،علما أن إتساق الشخص مع ذاته مسالة وجوديه، لاتقبل المساومه أو المناوره ، خاصة إن كنت مربيا بحق ،وتحترم قيمة الطالب الذى تعده للمستقبل قيميا أو خلقيا ،لأنه لا يمكن لك ان تتوارى خلف ألوان الكذب والنفاق الوظيفي متناسيا واجبك الإنسانى وضميرك المهنى ، زاراعا فى عقول ونفوس ابناءنا لاشعوريا ودون ان تدرى قيما تؤدى بهم فى النهايه ليكونوا اشخاصا نفعيين ماديين مثلك فى حساباتهم لكل الأمور المستقبليه !

        هدا الوفاء الأخلاقى لمقتضيات مهنة التدريس،ودور المؤسسه التعليميه ، صار غيابه له مردوده الفادح على مهنية المدرس ، حينما يسود مفهوم التجاره بحساب الربح والخساره من منظور العقل ، بل الجريمه الكبرى فى عصرنا ، أن هدا الوفاء الاخلاقى يضع صاحبه ، موضع انتقاد ولوم وقدح لدرجة التجريح ، خاصة من مدرسين ومدراء تكون مصلحتهم الشخصيه هى معيارهم الخلقى فى الأمور التى تتناقض كلية مع رسالتهم المهنيه و الأخلاقيه التى من المفترض غرسها فى أجيال تكون فى الغالب ضحية ممثل يتضح فى النهايه أنه غير محترف ،لأنه بلا وعى صارت تحركة قوة الدفع الذاتيه التى ترسخت لا شعوريا فى تركيبته ، فصار تجاهل النسق القيميى وتغليب العقلى لحساب المصلحة الشخصية، جزءا من تركيبته المهنيه لصالح وجوده الوظيفى فى الحياه .       

   إن كانت قاعدة (عاملهم كما تحب أن يعاملوك به) فى الماضى ناجعه، وحلا أمثلا يريح الإنسان ،ومعيارا محايدا للراحه النفسيه، لكنها سادت فى زمن (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟) إن المخفى فى حياتنا اليوميه من المعاملات الإنسانيه اليوم أكثر من الظاهر ،وفى زمن الإحسان كان تمسك الناس بقيم الاخلاق، يهزم حسابات العقل التي تغلب المصلحه الشخصيه والماديه على مادونها ،بل وتدهس كل القيم الإنسانيه والتربويه ! أخشى ان يستمر الوضع هكذا صراعا مريرا بين الأخلاق والمصالح فى مهنة التدريس !

      قد يقصر وقد يطول الصراع حسب إرادة كل أمة وقدرتها على إمتلاك أدوات تغيير ثوريه حقيقه لإنهاء الصراع بين ماهو عقلى وماهو أخلاقى ،او ماهو عاما واجبا وماهو شخصى ونفعى ،لأن التجارب الانسانيه كلها فى مراحل ضعف الأمم ان دخلت فى عملية الحسابات هذه غلبت الجنون اللا أخلاقى من أجل مكاسب آنيه ، نظل ندفع من أجل علاج تشوهاتها ونتائجها الوخيمه ثمنا فادحا من من الوقت والجهد والمال ومن مستقبل الأجيال . لاشىء مستحيل مع توافر الاراده ،ولكن ربما لايكون الحل ممكنا إن تملكتنا ثقافة إدارة الصراع ، بدلا من شفافية مواجهته وحله دون خجل او خبث أو تأجيله لمن سيرث كل تخبطنا وعبثنا الأخلاقى والمهنى على حساب مستقبل مصر وأبناءها ، لأنه لا يصح إلا الصحيح ، فالأمم باقيه مابقيت اخلاقها ، وتزول بزوالها ، وقدرة بقاء الأمه الحقيقه صاحبة الإراده تسحق حسابات العقل المتشخصن ،وتنهى الصراع ولا تديره كما هو قائم اليوم . 

   عصام يونس - السنبلاوين / 1/12 /2016

ليست هناك تعليقات: