«ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون».
لقد استخدم خوارج الامام على هذه الايه من كتاب الله لقتله قائلين ايضا( إن الحكم الا لله) انه الحق الذى ارادوا به باطلا، ويذكرنى ذلك بنفس الشعارات التى يستخدمها الإخوان والسلفيين فى مصرنا اليوم من( الاسلام هو الحل، حماية الشريعه، الى المشروع الاسلامى الى اخر الشعارات والايات) التى تم استخدامها فى كتاب الفريضه الغائبه محمد عبد السلام فرج صاحب فتوى قتل السادات الذى استخدام نفس الآيات التى استخدمها خوارح على بن طالب ،ونفس مايستخدمه من آيات اتباع حزب النور والسلفيين فى عمومهم، وكذا الاخوان المسلمون يستخدمون تلك الآيات ليقنعوا بها العامه والدهماء من شعبنا انهم هم من أوكل الله لهم حفظ كتابه وشريعته، وأنهم اقدر الناس على تطبيق شرع الله، وكأننا قمنا بثوره لكى يدخل الاسلام مصر لإننا كما قرر منظروا الجاهليه السلفيه إفكا دار كفر وان الجهاد فرض عين حتى نحقق قول الله تعالى«ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون».
لقد فسروا كتاب الله وفقا لأهواءهم وبما يخدم مصالحهم الدنيئه فكلمه الحكم فى القرآن الكريم وردت بمعنيين
المعنى الأول وهو الفصل فى النزاع
فالله يحكم بينكم يوم القيامة» سورة البقرة، والآية.. «وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِى الْحَرْثِ» سورة الأنبياء، والآية.. «وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ» سورة يونس، والآية.. «فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ.. » سورة النساء، والآية.. «فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ» سورة المائدة، والآية.. «الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ» سورة المائدة
وكلمة حكم فى الآيات السابقة جاءت على معنى الفصل فى النزاع وليس لها علاقة بالحكم وهو إدارة شئون العباد والبلاد
أما المعنى الثانى لكلمة الحكم هى «الحكمة».. فجاءت الآية عن الأنبياء.. «أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ» سورة الأنعام، والآية.. «يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّا» سورة مريم، أى آتيناه الحكمة وليس إدارة شئون الدولة. والآية.. «وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً» سورة القصص، أى آتيناه الحكمة والعلم.. والآية.. وجاءت على لسان سيدنا موسى.. «فَوَهَبَ لِى رَبِّى حُكْماً وَجَعَلَنِى مِنَ الْمُرْسَلِينَ» سورة الشعراء
إذا أردنا معرفة الحكم بمعنى إدارة شئون البلاد فهى.. «أمر المؤمنين».. ولذلك بعد تولى أبى بكر الصديق خلافة المسلمين لقب نفسه خليفة رسول الله، ولما تولى عمر بن الخطاب الخلافة لُقب خليفة خليفة رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، وجدها شاقة عليه والمسلمين ومن يتولى الخلافة بعده، فأعادها إلى أصلها وهى «أمير المؤمنين».. نسبة إلى أمر المؤمنين. والآية «وأمرهم شورى بينهم».. والآية الكريمة «هل لنا فى الأمر من شىء» آل عمران والآية «حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِى الأَمْر» سورة آل عمران.. كلها تدل على ذلك.
وقال فى ذلك أبوبكر «وددت لو أعطيت هذا الأمر إلى أحد الرجلين عمر بن الخطاب أو أبى عبيدة بن الجراح».. يقصد أمر المسلمين ويقول عمر بن الخطاب «إن هذا الأمر لايصلح إلا بالشدة».
أما سبب نزول آية «وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ» أن بعض اليهود أرادوا تحكيم الرسول «صلى الله عليه وسلم» فى واقعة زنا يهودية وأخفوا عنه العقوبة فى التوراة وهى عقوبة الرجم للزانية المحصنة والتى خففوها إلى الجلد، لعدم قدرتهم على تنفيذها على شرفاء القوم ولذلك لجأوا إلى تطبيق عقوبة الجلد على الشرفاء والفقراء معا. قال الطبرى إن هذه الآية قد نزلت فى اليهود وليس للمسلمين دخل فيها. ولنبدأ الآية من أولها «وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ» أى اليهود «وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِى ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ». والتفسير أنكم أى اليهود إن لم تحكموا بما أنزل الله لكم فقد أنكرتم الحكم وكلمة «كفر» أى إنكار وليس المقصود الكفر بالله. الكفر بالله هو إنكار وجود الله سبحانه وتعالى صراحة ولا يجوز تكفير أى إنسان إلا إذا أنكر وجود الله فكُلنا مؤمنون.
والله أعلم وحفظ الله مصر عزيزة كريمة بعيدا ان أباطيل الإخوان والسلفيين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق