تحدث الشيخ الغزالي في محاوراته عن السلفيين، فقال: «هناك خطأ شائع الآن، فكثير ممن يسمون أنفسهم الآن السلفيين ليسوا هم السلف المعنيين في الفقه الإسلامي، ولا في التاريخ الإسلامي، فالسلف في التاريخ الإسلامي، وفي السُّنة هم أصحاب رسول الله [، وهم أتباع الرسول بعد الصحابة، وينضم إليهم أتباع الأتباع، الذين اقتربوا من النور، من مصدره. وقد لاحظت أن من يقتربون من السيرة النبوية حتى في المطالعات وفي قراءة السُّنن ترتبط أرواحهم بشيء من البهاء والرقة ونقاء الضمير؛ لأن الشخصية القوية أودعت بعض قوتها في آثارها. أما من يزعمون السلفية في هذا العصر فهم أوزاع من الشباب، لا صلة لهم بهذا المصطلح، وإنما هم يتشبهون، وليتهم يتشبهون بالعقائد والأخلاق والمبادئ والمعاملات، لكنهم ظنوا أنه يكفي جلباب أبيض، وبعض الأحكام، وهم في الحقيقة عند التشخيص العلمي هم غلاة الحنابلة، وغلاة الحنابلة هم جماعة عرفوا بالسطحية، والتعصب للسطحية، وعرفوا في الفروع بأنهم أتباع لابن حنبل، ومتشددون جداً في اتباعه، ومخاصمة غيره، وحكى عنهم «تاريخ بغداد» أنهم كانوا يرجمون أحياناً أتباع بعض المذاهب الذين يرون مثلاً أن القنوت في الفجر، كالشافعية، أو المالكية، ولو أن الشافعية هم الذين كانوا يملؤون بغداد، فكان الحنابلة يقذفون مساجدهم بالحجارة لأنهم يكرهون أن يسمعوا القنوت في صلاة الفجر.. فهؤلاء هم الذين يعيشون الآن للأسف، ويريدون نقل أفكارهم وتصوراتهم الضيقة لتكون هي السلفية، وبالتالي فما عداهم يُحارب، ولعل هذه فتنة من أخطر الفتن التي أصابت التيار الإسلامي في عصرنا، هذا بل أظن - والله أعلم - أن النكسات التي أصابت الحركة الإسلامية سببها هو انتشار هذا المد السلفي وما يحيط به من جهالات وقصر. إن من ينتسبون إلى السلفية الآن ليسوا فقهاء»(3). جماعة أنصار السُّنة وأشار الشيخ الغزالي - في محاوراته - إلى جماعة أنصار السنة المحمدية، فقال: «إن جماعة أنصار السنة المحمدية في القاهرة أو في بقية العواصم الإسلامية، هي امتداد لحركة محمد بن عبدالوهاب، التي نشأت في جزيرة العرب، وأساس الحركة هي تنقية عقيدة التوحيد من الشوائب التي لحقت بها. ولقد لاحظت أن أنصار السُّنة هؤلاء فيهم تشبث بالغ، وفيهم قسوة مع الآخرين، وفيهم نقل للأدواء من بلد إلى بلد دون معرفة بالفروق بين البلاد المختلفة.. أما بالنسبة للعبادات.. فهم يرون المذاهب أشبه بفرق تكاد تكون قريبة من الضلال، وإن لم يصرحوا بهذا، ويقولون: لا نتبع مذهباً، ولكنا نأخذ من السُّنة مباشرة، وعندما يأخذون من السُّنة مباشرة هم في الحقيقة يتبعون مذهب ابن حنبل، وهو أقرب إلى أهل الحديث منه إلى الفقه، وإذا ابتعدوا عنه قليلاً يذهبون إلى آخر، وقلما يعتقدون بمذهب يعتبر بعيداً عن الأربعة إلا إذا اتبعوا ابن تيمية»(4). وتحدث الشيخ الغزالي - في هذه المحاورات - عن الجمعية الشرعية، فقال: «تتميز الجمعية الشرعية بإتقانها للصلوات، وربما بالغت في هذا الإتقان حتى أني خُدعت مرة في أحد مساجد الجمعية، وأنا في مصر القديمة، فدخلت لصلاة الظهر، فعددت في كل ركعة وسجدة حوالي عشرين تسبيحة، مما جعلني أتوب عن الذهاب لهذا المسجد مرة أخرى. وكنت - وأنا طالب - كثيراً ما أؤدي صلاة الفجر في مسجد «الحافظية» - بشبرا - وكان هناك قارئ لعله كان كانساً للطريق، ومع ذلك كان يحفظ القرآن وله تلاوة خاشعة، وصوت مستحب، وكنت - وأنا طالب في الكلية - أحب أن أصلي وراءه، وكنت أصلي متخفياً في الصفوف، لكن عُرفت بأنني أصلي في المسجد، ثم امتدت هذه الصلة، وشعرت بأن الجمعية الشرعية جديرة بأن تُقوّم ويقدّر عملها بقيمة محترمة.. كان أهم شيء عندهم محاربة البدع في العبادات. اتصلت بالشيخ أمين خطاب - وكان رئيساً للجمعية - وهو رجل بكّاء، كان كثيراً ما يدرّس لنا في كلية أصول الدين ثم يغلبه البكاء، لأنه عابد خاشع القلب حزين على أحوال المسلمين، مربّ جيد التربية، وكنت وأنا طالب، أداعبه أحياناً بأشياء، أقول له: البرتقال سرته تؤكل أم لا تؤكل؟! نوع من المداعبة، فكان يضحك بتقوى وتؤد وصوت خافت، ويدعو الله لي. والجمعية الشرعية تحترم الأئمة الأربعة، وتأخذ منهم، وترجّح، وقد أعطى صاحبها نفسه حق الترجيح، وهذا حقه لا تنكره عليه، وهو رجل عالم. ولقد لاحظت عليهم أنهم كتبوا في دستورهم أن يبتعدوا عن السياسة.. ولاحظت أن هذا النص يكاد ينتظم في الجمعية الشرعية وأنصار السنة وجماعة التبليغ.. ولقد لاحظت أن هذا النص قد جعل في تصرفات الجمعية شيئاً من الخطأ العلمي والخطأ السلوكي.. إن ديناً يشمل معالم الدنيا كلها ويشمل معالم الآخرة كلها ينتهي أمره إلى أن ةيكون زياً وعمامة وشعراً في الوجه - هي معالم صحيحة، وسمة ر
إقلع غماك يا تور وارفض تلف إكسر تروس الساقية و اشتم وتف قال : بس خطوة كمان .. وخطوة كمان يا اوصل نهاية السكة يا البير تجف عجبي !!! صلاح جاهين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
-
وقفت امام فيلا غيث بالمنصوره بجوار تمثال للرائع انيس منصورابن المنصوره وقفت افكر مليا واسال نفسى مما صنعو ذلك التمثال القبيح فانا احتار ا...
-
وانا صغير كانت ماساتى أكبر من سنى ،وربما اصعب من سهولة ما يناله اولادى من كل رعايتى لهم اليوم والماساه لم تكن تخصنى ،ولكنها كانت تمت...
-
بعد سماعى للفتاوى والهرتلات السخيفه من مشايخ العصر وعلماء الامه واعلم اهل الارض الى اخر المسميات التى يطلقها هؤلاء البتوع على نف...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق