طه حسين ،الطهطاوى،الأفغانى ،الكواكبى ،ذكى نجيب محمود ،محمد عبده ........ومئات المئات من المصريين، صنعوا العقليه المصريه الفريده والمتفرده ذات الطابع الخاص، على يد هؤلاء الرواد فكان لمصر قوتها الناعمه ،لها كرامتها ومكانتها الساميه ،صنعوا نهضة فى كل دروب العلم والمعرفه، ولكن السؤال الأكبر ونحن نرى المشهد الذى تتهاوى فيه القوه الناعمه المصريه، لابد لنا ان نتوقف عند دلالات المشهد ونتساءل بكل صراحة ناقدين انفسنا لماذا نتخلف ؟لما نتراجع ؟لما كل هذا الأنحطاط والخلل الذى نحياه اليوم فى مصرنا المتجذره فى اعماق الانسانيه والمتجذره داخلنا جميعا؟
إن الإجابة واضحة وضوح الشمس وهى ماهو الجديد ؟أم حريا بنا أن نسال اى فكر حل محل هؤلاء العظماء من التنويرين ؟ ان الفكر الذى حل محلهم هو المسئول عن تلك الفجيعه التى احلت بمصرنا ! انه فكر ظاهر اصحابه مدعين انهم مناهضين للعفليه الغربيه ،ولا ادرى من اتوا بمصطلح العقليه الغربيه فالعقول فى العالم واحده لكن انماط واساليب تفكيرها مختلف،إن هذه الهبه الليئمه على التنويريه المصريه وعلى الفكر المصرى قادها من يؤمنون بفكر الخوارج الذى يؤمن أتباعه بمقولة لايصلح حال مصر الا بما صلح به اولها!ويقصدون بأولها فهم الدين بعقليه من عاشوا منذ الف وخمسمائة عام فى زمن مختلف وجغرافية مختلفه وبشرا مختلفين وادوات مختلفه ! وقد أسسوا فكرهم على مجموعه مبادىء لايمكن وصفها بانها سخيفه ان لم تكن متخلفة وظلاميه لإنها ترتكز فى فكرها على مجموعة مبادىء تأخذ اى مجتمع للوراء، او توقف تقدم من يريد ان ينهض بإنسانيته ومصريته وهى
اولا
الماضويه اى اننا كى نفهم الحاضر ومشكلاته لابد من العوده للماضى لتفسير حاضرنا وللتنظير لمستقبلنا
ثانيا
الإقصاء حيث ان كل مايخالف فكرالخوارج ونمط تفكيرهم يتم إقصاءه من المشهد لإنه يضع بدائل تهدد وجود هذا الكيان الماضوى
ثالثا
الشك ،حيث يشكك هؤلاء فى كل مادونهم أو أنه متآمرا عليهم ويفكرون بنظرية المؤامره
رابعا
التقديس حيث انتقلوا من تقديس الله وكتابه لتقديس اشخاص وفكرهم الماضوى، لإنهم يرونهم افضل منهم ومنا جميعا، ولو من يقدسونهم باسم السلف فكروا بنفس الاسلوب ماكانوا ليعطوا لنا شيئا مختلفا عمن قبلهم، أو لم يكن هناك مذاهب فقهيه مختلفه ومتعدده
خامسا
الذكوريه حيث ان الرجل دائما هو سيد الموقف وان المرأة خلقت لمتعته وهى اقل منه درجة وناقصه عقلا ودينا
نعم النتيجه كانت حتميه بل وكارثيه أحدثت إنحدارا وتدهورا فى كل مناحى الحياه فى مصر وخاصة بعد إعتلاء هؤلاء سدة الحكم بعد الثوره المصريه فكان نهجهم البغيض يأخذنا من سىء لأسوأ، ومن مصيبة لفجيعه، لإنهم اليوم يعتمدون على اتهام الآخر بعدم الوطنيه فحين انهم لايؤمنون بفكرة الوطن لانها تتعارض مع فكرة الخلافه، وان حدود الوطن هى حدود العقيده، وكذا تهميش كل مقومات الديمقراطيه الحديثه التى يمكن ان تكون بديلا لفكرهم الإقصائى
ان الخلط الذى يتبعوه بين الدين والتدين ،وبين الدينى والبشرى، وبين الثابت المطلق والنسبى المتغير هو أس البلاء فى تخلفنا، وضياع كرامة وطننا، الذى لم ولن يضيع لأن المصرى بطبعه أقوى من المحن والأزمات التى تحاول ان تعصف به
ان التشدد فى مظاهر الدين والاهتمام بالأسانيد والهوامش دون المتون طغى بشكل غير مسبوق على قيم الأخلاق، والحق، والخير والعدل، والإنسانيه ،وحقوق الانسان التى تضمنتها مبادىء وكليات الإسلام، فكان طبيعيا ان تنحدر الدوله المصريه الوطنيه الى أدنى درجات الرقى والتحضر الذى كان وساما نتباهى به بين كافة شعوب الارض
لقد ظنا هؤلاء انهم ملاك الحقيقه المطلقه ومورثى الاسلام فقاموا بتدمير الانسان المصرى، وتفريغه من محتواه، والاساءه للدين فى ذات الوقت
الحل الوحيد هو ان نفهم اسلامنا بفهم عصرنا وان يكون الاجتهاد هو عنوان عملنا وان نقدم العقل على النقل فى فهم النص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق