03 مايو، 2013

لماذا ضاع الحلم المصري الثورى ؟

   
الثوره هى التغيير ،والتغيير لكى يتم فى اى مجتمع لابد ان
 يتغير افرده للأفضل ،وتنجح الثورات بمقدار ما يتغير افراد وحكام اى مجتمع قامت به ثوره تغيييرات بعيده عن المصالح الضيقه للجماعات او الاحزاب او الاشخاص اصحاب الفعل الثورى 
 ولكى تنجح الثوره،، فلابد ان نعلم انها تحل محل نظاما كان قائما ،وبه فساد ،وعلى من يقوم بالثوره ان يكون لديه برنامجا بديلا للفساد القائم يحل محله فور سقوط النظام الذى قامت الثوره ضده 
والثوره حينما تقوم فى مجتمع تسقط كل مؤسسات المجتمع الموجوده، والفاسده عدا ثلاثة مؤسسات هى الشرطه ،والجيش و،والقضاء ،وإن سقطت الثلاث مؤسسات مع باقى أركان النظام سقطت الدوله . وهذا ماحدث فى النموذج العراقى فامريكا أوكلت لبول بريمر تفكيك الدوله العراقيه ،والتى لم تقم لها قائمه حتى الان وهو نفس مافعله بن لادن عندما هدم افغانستان ونفس الشىء حدث فى لبنان والصومال ثورات متتاليه تنهار كل مؤسسات واحدةى تلو الأخرى  
 ان سقطت الثلاث مؤسسات الشرطه والجيش والقضاء، فإن إحتمالية تحول الدوله الى دوله فاشله يكون قائما وحتمى ،ذلك ان الدوله الفاشله هى الدوله التى يفتقد مواطنوها للأمن الداخلى والخارجى وهى ايضا الدوله التى تصبح بلاقانون ولايحترم القائمون عليها القانون او الدستور سواء المحلى او الدولى 
لكن ماهو موقف مصر مما سبق عرضه ؟
اولا   :-  قامت الثوره ولم يكن لدينا برنامجا بديلا ليحل محل فساد مبارك وهنا نقول بأن الفعل الثورى فقد احد أهم  اركانه ومقوماته 
وثانيا   :- المصالح الضيقه لجماعات الاسلام السياسى وحب الاستحواذ والسيطره الذى لايعود بالنفع سوى على نشر افكارهم الماضويه الهدامه ومشاريعهم الوهميه لم تكن سوى عقبات تليها عقبات فى التحول الديمقراطى الذى لايفهم منه هؤلاء سوى الحصول على غالبية الاصوات من الفقراء والبسطاء بخداعهم عن طريق الدين 
وكذلك الثوريين من الشباب والنخبه المثقفه التى قادت حركة التغير، لم يكن لديها مشروعا بديلا ولم تلتف حول شخصيه تنكر ذاتها، وتتخلى عن مصالحها الضيقه، وتحب المنفعه للجميع قبل الذات كما تقرر الف باء السياسه مما أدى بدوره  لضياع الثوره من بين ايدهم 
وثالثا :- بالنسبه للدوله الفاشله واضحا وجليا بعد سيطرة جماعات مايسمى بالإسلام السياسى على الدوله ،واضحا انهم سواء بقصد، او بدون يقومون بهدم اركان الدوله من القضاء الذى يقومون الان بتطويعه على مزاجهم، وعلى تطبيق مصالحهم الشخصيه ومحاباتهم، قائلين مبارك كان له قضاءا يعينه ويحكم له ، فلما لايعين مرسى قضاءا يحكم له؟ وايضا لدينا وزيرا للداخليه تنحصر مهامه فى الحفاظ على الجماعه ومرشدها ولم يعد هدف الداخليه هى امن المواطن بقدر أمن 
 وثالثا  الجيش والمخابرات مؤسستان تتعرضا  من آن لأخر لهجمات شرسه من قبل الجماعات لأن الجماعات الاسلاميه تريد ان تحل محل الداخليه والجيش لرفع راية الجهاد 
 اعتقد اننا لم نقم بثوره بل قامت علينا ثوره ؟ ربما اكون فظا فى تعبيرى ولكنها الحقيقه المؤلمه 
  ان الثورة المصريه تحتاج ان يلتئم الشعب الذى ينمو وعيه مع النخبه المثقفه الواعيه التى قامت بالثوره، تحت لواء شخصيه تتناسى مصالحها الذاتيه ،وكذا ان تعد مشروعا بديلا قويا اقتصاديا وإجتماعيا يضمن التفاف العامه  حول النخبه من جديد ،لتفعيل الديمقراطيه ليس فقط فى آلياتها ولكن فى مقوماتها التى تحقق العيش والحريه والكرامه الإنسانيه 

ليست هناك تعليقات: