08 مايو، 2014

فى ظل الثوره يمرحون


عندما كان يشتد بى فيظ الظهيره ويطول الطريق بى وأنا أقود عربة الكارو محملة بالسباخ الى حقل القطن ، دائما كان يلازمنى كلبا طوال الطريق، ، كان الكلب يتجول بين ظل العربه مرة وظل الحمار مرة ،وأنا بالطبع اركب العربه والشمس كانت تمتص من بشرتى وكنت احسد الكلب ،وأشفق على الحمار ، ولكن حركات الكلب كانت تثيرغيظى لانه كان فى قمة الارتياح والسعاده وانا فى قمة الغيظ والحنق منه ، ولكن ماغاظنى اكثر من الكلب هى نظراته اليقينيه والتى لايساوره ادنى شك ان الظل الذى يستمتع به هو ظله وليس ظل الحمار او العربه ، هكذا اوحت لى عيناه وحركاته وسعادته البالغه ،ولكن المشكله الحقيقيه التى كانت تؤرقنى فعلا هى نظرته التى تنم عن اقتناع كامل ولا مجال للشك عند الكلب ان الظل ظله ،بل الاكثر غرابه انه كان يعتقد انه يقدم لى وللحمار خدمه جليله لانه يحرسنا وكلما كنت ألمح فى عينيه وفى حركاته كل هذه التعبيرات، لا انكر اننى كنت احسده على استمتاعه بخياله الرائع الذى جلب له السعاده التى نتجت عن يقينه الحتمى بانه صاحب الظل ،لا ادرى لماذا اتذكر ذلك وان اتجول فى المشهد الثورى المصرى واستمع للثوريين وبرامج التوك شو كل ليلة ،وغيرهم ممن ظنوا ان يناير ويونيو هو ظلهم ونسوا جميعا ان الظل الحقيقى هو للعربه الشعبيه التى جرت كل هؤلاء لتحقيق الثوره على نظامين ؟؟؟ فهل سأظل فى موقع قائد الكارو اتابع المشهد ؟؟!! ربما هذا افضل لاننى ان حاولت ان اقنع الكلب ان هذا ليس ظله ربما يقنعنى اننى الحمار الذى على ان اجر العربه مكتفيا بالصمت والصبر عليه ؟؟ولكن انا واثق انه لن يقبل ان يقود مكانى ويتلقى الشمس الحارقه ولن يقبل ان يكون الحمار !

ليست هناك تعليقات: