31 يناير، 2013

مرسى نجح فى الفشل

كثيرا غير مصريين حكموا مصر لكنهم نجحوا بامتياز بل خدموا البشريه كلها واسهموا فيها واضافت مصرزخما للحضاره الانسانيه  وللعالم وللاسلام وللغة العربيه من خلالهم مكانتها امثال محمد على وصلاح الدين الايوبى على سبيل المثال لا الحصر ورغم عدم مصريتهم الاانهما الاثنان نجحا باقتدار فى حكم مصر وجعلوا منها رائده ونموذج  وبلدا ذات ثقل ومكانه راقيه ومتقدمه فى كافة مجالات الحياه واليوم نرى رئيسا لم ولن ينجح ربما يرد مناصروه بانه لم يتح الفرصة بعد .

 لكن القارىء لما مر من فتره قصيره  يجد انه لم يقدم شىء لمصر وللمصريين او نرى انه صاحب رؤيه او مشروع مستقبليا فى حكم مصر او خطه او توقع لازمه ستحدث ومحدده لكنه لايتخذ ابسط اساليب قواعد ادرة الازمه

  هل لانه مصرى؟ بالطبع لا ولكننى اجد فرقا واحدا بين الحكام الاخرين ومرسى وهو ان اختياره جاء عن طريق انتخابات يحدد فيه الجهله والاميين من يحكم مصرهم ويتضاءل دور المثقفين والدارسين للطبيعه والخلفيه التى اتى منها هذا المرسى .

انه تعلم وتربى بين اكفان فتاوى القرون الساحقه تلك الافكار التى كانت جديده ومتجدده فى عصر من افتوا بها ولكنها لايمكن ان تكون موائمه لعصر البلوج الذى اخاطبكم منه اليوم

يفشل هذا الرئيس لانه اتى من خلفيه لاتؤمن بمعنى الوطن والمواطنه بل ان حدود الوطن عنده هى حدود وامتداد جماعته فالاخوانى وليس المسلم فى موزبيق اقرب وأهم وأولى بالرعايه والمحاباه والصداقه  من المصرى المسلم الذى عاشت جماعات مرسى وتابيعها من الجماعات التى تطلق على نفسها اسلاميه -على اعتبار ان من ليس فى الجماعه فهو غير اسلامى -  نعم هذا موقفه من  المسلم المصرى فما بالنا بالمصرى القبطى ؟ لامكان له فى فكر هذا المرسى وجماعته  سوى انه يحتاجه فقط ويحابيه وقت الانتخابات ويعامله على انه مقيم فى هذا البلد كسائر المصريين ممن لاينتمون للجماعات الاسلاميه  واتى المرسى ليطبق عليه فقه الحالم الذى يملى قراره وعلى المحكوم ان يطيعه دون حوار لانه الرئيس نفس تربى فى مدرس اللاحوار بل مدرسة السمع والطاعه ممن يرون عن اموات الاموات الميته  

  ان نجاح صلاح الدين ومحمد على اعتمد بالضروره على ارض هذا البلد وعلى ابناء هذا البلد وعلى روح المواطنه وحب المصرى لارضه وارتباطه بها الحقيقه والنقطه التىبدأ يها هذا الفذ هو ان يطلق المصرى على الخبز عيش ويقبله كل صباح ويقبل ويختلط عرقه بالنيل ليخرج من الارض اطيبها  

هو نجاح حققه هؤلاء العباقره من الحكام لانهم يعلمون عبقرية الشخصيه والمكان والارض والسماء والنيل ادركوا هذه العبقريه المتاصله داخل الشخصيه المصريه الرائعه التى عاشت تاكل من فأسها تضرب بها الارض وترويها من نيلها فتثمر مايملى على المصرى حياته عكس رئيسنا الحالى الذى ترعرع مع جماعات المكفرتيه يؤمنون بفكر الصراوى البدوى  القادم لنا من ارضا صحراويه عاش اهلها على الغزو والقنص والحروب من اجل قطره ماء فكانت سياسيته هى كسياسة ذلك البدوى الذى ينفق جل وقته فى احكام سيطرته على مرعى لأغتامه وماءا من بئرا ضيق عاش يدافع ويحارب هذا البدوى من اجل عشيرته وقبيلته ليضمن لهم بئرا ربما يجف فينتقل لغزوا واقتناص بئرا من قبيلة اخرى حياه لاتعرف سوى لغة القنص والاقتناص عكس حياة المصرى المنبسطه مثل ارضه واللينه مثل طين هذا الارض  

    ان المصرى خلقه الله واستودعة فى ارضا خصبه ووهبه نيلا وسماء حمل المصرى صفاتها  وتوالدت به اجيالا عبقريه فى شتى فنون الحياه  

ينظر للسماء فيراها صافيه فينعكس ذلك على صفاء نفسه ويرى النيل اتيا فيسن فأسه ويستعد للعمل والاستقرار ويراه أت هادئا فحمل هدوءه وخصبه فى عقله ونفسه فعاش مسالما ولكنه رأى وعاصر النيل فى فيضانه وقوة هديره فجعل منها قوة يحارب بها اعداءه ويثور على طغاته منذ قديم الازل حاملا داخله هذا الصفاء والرقه مع العدو قبل الصديق فقد غزا ولم يحرق ارضا وعاش ولم يظلم بشرا   المصرى يحمل كل صفات ارضه ونهره وسمائه فانعكس ذلك فى فكره فكتب وحنط وعلم العالم  وهذه الحقيقه ادركها محمد على وصلاح الدين وكثر غيرهم فنجحوا ونجحت ةمصر

اما الاخ مرسى فهو لايفكر سوى بلغة الغزو والقنص والاستحواذ ولايعلم ان اهم شىء فى المواطنه هو المشاركه وليس الاقصاء والاستئثار والتكفير والتلحيد فلم يقدم ولن يقدم شىء لان كل نوايهم  هو وجماعاته ان تكون مصر جزءا من تنظيماتهم السريه العالميه ونسوا ان مصر تستوعب كل شىء وكل البشر لكنها لايسعها شىء

 ان مصر لم تتعرض لهؤلاء الحكام الاجانب ونستغرب جمعيا رغم عدم مصريتهم لماذ لم يثور المصريون ضدهم لسبب واحدا ان قضيتهم بدات بتطوير البشر ؟

لان المصرى طالما لم تعتدى على ارضه اوحقه او ماله او عرضه  فهو مسالم اما ان تعتدى على كرامته او ايا من مكونات شخصيته فهو يثور ويفور كالبركان الخارج من فيضان النيل يمحوا ويمسح ويجرف كل من فى طريقه

  وهو بركان فى 2011 ولايزال حنى  اليوم فى 2013 بركانان ضد رئيسا لم يقدم شيئا سوى ان يحمى بئرا لبعيره وارضا لماشيته ويربى عقلا منغلقا على فكرة القبيله اليوم مصر بها حرائق وخراب سببه هذا الرئيس لانه غير قادر على فهم معنى  وطن ومواطنه وحرية التى يعتبرها دعاره ولواط وفسق وفجور وكاننا اختارنا رجلا من انفسا ليكفرنا عزيزعليه ان ان نكون مصريين مواطنين شرفاء ندافع عما يسلبه هو والمضليين من حوله من حريات وما يمارسوه من اكاذيب منتعلين اسلامنا اليقينى المطلق وتدنيسه بالنسبى من اراء ونظريات البشر

ان الشخصيه المصريه فنانه فكيف نأتى بمن يحارب الفن ويختقره ويحقره  فنان بمعنى المعلم الاستاذ والفن جعله يطوع الحجر  فترك لنا ثلث ميراث العالم من الاثار البديعه بصبره وهو ينحت وعلمه فى الفنون وهو يرسم ويصور بفنه الشخصيات يعكس احساسها وتعبيرتها على وجهها ويرصع كل ذلك ذهبا من ارضه التى بها كنوز الارض ان هذه الحقائق استغلها محمد على ولحق بركب الحضاره فصارت مصر فى عهده اكبر امبراطوريه فى التاريخ مزدهره فى كل شىء لانه امن بالعقليه المصريه وعبقرية الموقع وخصوبة الارض ونقاء العقل والروح فنجحت مصر

 اما رئيسنا ومن معه من جماعات الدجل باسم الدين امطرونا كذبا وتكفيرا واقصاءا وتخوينا وهم يرتدون خليطا من الزى لاهو مصر ولا وطنى ولا اسلامى فكيف ينساق شعبا كهذا اليوم وراء هذه الاشخاص التى لاتفهم من الدين سوى مظهره ولاتفهم من مصر سوى تحويلها سجنا لافكارهم الباليه العفنه وكأن الله انزل لنا كتابا وبعث فينا نبيا واوصنا فى طتابه ان مرسى وتابعيه او من على شاكلة وكلهم الله بحفظ مصر

   لكنهم نسوا انا المصرى ان ثار فانه يثور بقوة فيضان النيل يجرف كل الزباله والقمامه التى فى طريقه ثم بنحسر تدريجيا تاركا ارضه خصبه لان المصرى توقع الفيضان وبذر البذره  فتنبت البذور سنابل جديده لن يسمح لبدو الصحراء انهم يغتالوها او يلوثوها وليعلم المرسى وعصابته ذو ى الرؤى الضيقه والافكار الخبيثهليعلموا علم اليقين ان مصر قادمه لا محاله وان سنابل القمح من شبابنا الرائع سوف يكون هو عيش وحرية مصر وهو يهدر فى الميادين اليوم نعم لقد نجح فى الفشل بامتياز  نعم فشلا فى كل مؤسسات الدوله مرسى نجح فى الفشل واتمنى لكى يحفظ بعضا من ماء وجهه ان يلغى اى قرار يتخذه قبل ان يعلنه   

ليست هناك تعليقات: