17 فبراير، 2013

الجاهليه الاخوانيه السلفيه

ان المتتبع لحركات الاسلام السياسى يجد دائما انهم يعولون على مفهوم الحاكميه فى تفسيرهم للنصوص القرانيه وكذا فهمهم لسنة النبى الكريم ويرفضون الخلاف قديما وحتى اليوم طالما ان ماتذكره له يتعارض مع نصا سلفيا صنع له قدسيه ووضعه موضع كتاب الله  الذى امرنا بالتفكر والاجتهاد والقراءه الا فيما ندر من احكام وتشريعات واضحه فى كل امور العقيده وقليلا منها يحمل نصوصا قطعيه فى التشريع والفقه بين طياته مما يتطلب اعمال العقل والاجتهاد فى باقى امور الحياهالمتعلقه بالفقه والتشريع  

 وهذه الحاكميه عندهم هى تناول للنص الاسلامى سواءا قرانا او حديثا نبويا لايقوم على فهم النص ذاته  وتأويله بفهم فقه الواقع وصالح المسلمين بقدر تطبيقه بناءا على فهمهم وتطويع النصوص والايات والاحاديث لفهمهم الايدلوجى للاسلام  المبنى فى الاساس على تحقيق المصلحة والمنفعه لتلك الجماعات  ومن هنا تجد تخبطا  فى ارائهم الفقهيه لانها لاتتعامل مع النص من منطلق النص ذاته بل بمدى نفعية هذا النص لهم وبفهمهم    لذلك ينتهى خطابهم الدينى وفتاويهم فى الغالب الى تناقض والى اختلاف وليس ادل على ذلك من الامثله التاليه التى وظفوا فيها النص والحاكميه من منطلقهم الايدولوجى الذى يخدم مصالحهم الخاصه فخذ مثلا

 

 الجماعة الاسلاميه التى كانت تتظاهر بالامس لتأييد مرسى عند نشأتها كانت اكثر شراسه وعنف فى تكفير المجتمع وتنادى بالتخلص من كل معارضيهم وان القضاء والقصاص حقا لهم لانهم يمتلكون الحقيقه المطلقه وفهم للنص يوجب عليهم التخلص من كل معارض لفكرهم  فقتلوا السادات واغتالوا ما لايقل عن 180 شخصيه فى اوائل الثمانينات القرن الماضى وحتى مازال بعضهم يعتبر ان قاتل السادات شهيد وان مؤسسهم عمر عبدالرحمن المسجون فى امريكا بتهم قتل وتخريب منشات امريكيه برىء وعلى العكس تجد تيارا اخرا منهم على راسه ناجح ابراهيم من ابرز مؤسسى الجماعه الاسلاميه ومعه كثيرين غيره قاموا بمراجعة الخطاب الدينى وفكر الحاكميه عندهم تغير من عبادة النص وعبادة ايدلوجيتهم الى اعمال العقل وعبادة الله وفهم النص بشكل به تجديد وتناول عقلى متزن للنصوص متناسبا مع العصر

خذ فتاويهم ايضا عن الربا فى قرض صندوق النقد حرموه فى فبراير وأحلوه فى اغسطس وخذ فتاويهم فى حرمة الخروج على مبارك وتحريم المظاهرات ومنع تابعيهم من الاشتراك فى الثوره المصريه وما ان نجحت الثوره وتأكدوا من ازاحة مبارك حتى تغيرت فتاويهم بل يدعون انهم اصحاب الثوره وانهم حماتها خاصة بعدما قاموا بالسيطره على الحكم باسلوب الحاكميه وعمليات التدليس الاعلاميه لجماعة الاخوان للشعب المصرى وكذا فتاوى السلفيه لمرسى حتى سيطروا على الحكم فى مصر ويتضح كل يوم التغير السريع والصدام الشرس الذى يشب بين تلك الجماعات لان مصالحهم بدأت تتعارض مع بعضهم البعض

 

ان الحاكميه هى الجاهليه الاخوانيه وجاهلية فرقا سلفيه تستخدم النصوص بفهم السلفيين الذين عاشوا منذ الف ونصف عام فى حياة مختلفه جغرافيا وعلميا وتقنيا وتمليه على المجتمع المصرى بفهمهم معتبرين ان من يعارضهم ويختلف مع فهمهم هو معارضا ومختلفا مع الاسلام ،  ولكن اسلوبهم هذا وتشدقهم بفهمهم الصحيح للسنه والقران يحقق لهم مأرب ومنافع شخصيه كبيره معتمدين فى نشر افكارهم على جهل وتخلف 60 مليون مصرى وميولهم للتدين وطيبة قلوبهم ونقاء سريرتهم مما يعتبر اكبر عملية خداع فى تاريخ البشريه  

   
 

ليست هناك تعليقات: