13 فبراير، 2014

زيارة السيسى لروسيا

   رغم اهمية الزياره  ودقة توقيتها  ونتائجها  فى المستويين الانى والبعيد لها ، لابد ألا نندفع بعواطفنا مسرورين ونحن نعدد ايجابيات تلك الزياره ،ونتغاضى عن الخطوات السلبيه التى سيتم اتخاذها ضد مصر من اصحاب المصالح فى افساد المشهد المصرى الحالى ،  لأن علاقات الدول تحكمها المصالح . ان  اتخاذ هذه الخطوه سيعرض مصر وقيادتها الجديده لضغوط من قبل الاداره الامريكيه وحلف الناتو وسوف يتخذ حلف الناتو كل ماهو ممكن وغير اخلاقى  لتقويض الادارة والاراده المصريه والوقوف فى وجه اى تحالف (مصرى - سعودى -اماراتى -كويتى )  ضد هيمنة الحلف على صناعة القرار فى المنطقه وستنتهج اوروبا وامريكا سياسة الضرب من تحت الحزام وسيستمر دعمهم لجماعات الضغط المستتره تحت عباءة الاسلام دولة الخلافه  مستثمرة محاولتهم لاستعادة مصر ، او حتى استعادة مكانتهم السابقه يمصر ،ومستغلى الطائفيه والمذهبيه للوقوف فى وجه مصر وخريطة توازن القوى الجديه بالمنطقه  ، وربما توسع نطاقه من الغرب من ارض ليبيا التى صارت مرتعا للجماعات الارهابيه فلا يمكن ان يترك الشرطى الامريكى المنوط به  حفظ الامن الصهونى وتأمين منابع البترول مصر تقود تحالفا  يهدد مصالحهم ،وردا على التقارب المصرى الروسى لايمكن ان تترك امريكا  مصر تجنى ثمار ونتائج تلك الزياره بسهوله فقد بدأت  امريكا فى دعم مطلق وغير مسبوق للارهابيين لتنفيذ حروب الجيل الرابع  وحدث تطورا نوعيا  فى الارهاب داخل مصر واخطرها هو اسقاط الطائره المصريه روسية الصنع فى سيناء . لن ينكر أحد ان 2+2 مع روسيا والتقارب المصرى الروسى  خطوه فى الاتجاه الصحيح واعتبرها ردا موفقا على السخافه  والمؤامره الغربية  ضد استقلال القرار الوطنى المصرى بل وضربه موجعه للارهاب الاخوانى  ،ولكن لابد ان نضع فى رؤسنا عدة اعتبارات اولها ان مصر ان قبلت بصفقه اسلحه من روسيا تدعمها السعوديه او الامارات لابد ان يكون ذلك مؤقتا ولا يمون بشكل يؤثر فى  القرار المصرى كى لا يكون قرارنا نابعا من املاءات تلك الدول ، ،ولكن هل زيارة اوباما الاسبوع القادم للسعوديه هى تقليما لاظافر التحالف المصرى الروسى وتقويضا للدعم العربى بقيادة السعوديه لمصر  ام ستمضى خريطة التحالف الجديده بكل قوه ؟ هل ستتدخل امريكا لدى السعوديه لتسيس وتحويل مسار محور(مصر والسعوديه والامارات والكويت والاردن) لصالح الامريكان وذراعهم الارهابى ؟ ام بالفعل الزياره التقارب المصرى الروسى بدأ يجنى ثماره وسيكون ورقة ضغط يلاعب بها ملك السعوديه امريكا ؟، من حقنا ان نتساءل وبكل جديه هل الزياره اليوم ستجعل دول المحور الجديه تضغط لصالح تغيير الموقف الامريكى والاروبى تجاه مصر ؟ وهل سيسقر هذا الضغط عن تخلى امريكى اروبى واضح وغير مشروط عن الاخوان والارهاب ؟ هنا تكون الزياره قد حققت احد اهم اهدافها ولابد ان يكون دور الدبلوماسيه المصريه هو القائد وهو المحرك بما يحقق المصلحه المصريه والعربيه للمنطقه بوجه عام وللمواطن المصرى بوجه خاص ، ولكن لن يكون ذلك بسهوله ستعلن امريكا وبكل خبث انها تدعم مصر وتكره اسرائيل على طريقة شعبان عبد الرحيم التى لاتسمن ولاتغنى من جوع ،وسيظل تآمرها على مصر قائما . وكى ننجح  فإن القرار المصرى القادم بإعلاء المصلحه الوطنيه واستقلالية القرار المصرى لابد ان يكون نابعا من مسانده  شعبيه (يتمتع بها السيسى اليوم داخليا واقليميا ) ويتبقى ان يكون لدينا ارداة شعبيه  تعلى مصلحة العمل والعطاء المجتمعى والالتفاف حول قياده تتمتع بالشفافيه مع احترامها للدستور والقانون ونشر الامن والعدل الاجتماعى ،هى من ستجعل مصر اكثر تقدما ورقيا وليس مجرد انتقالنا من فكرة المعسكر الغربى للشرقى الباليه ،  والاهم والاخطر ماذا نريد من الروس ؟وماذا يريدون منا ؟هل سيطعمنا الروس ونحن جلوسا، تنابلا كسالا نشحذ النصر من عند الله تعالى وليس لدينا زارعا و صانعا ،وليس لدينا مواطنا يشعر بالامن والعداله ، نعم انها زيارة هامة توقيتا ومحتوى ولكنها تظل غير اجرائيه لأننا ان  اردنا ان يحترمنا الجميع ونكون علاقات الند للند علينا اصلاح الداخل ؟ 

اهلا بالزياره وتحية للفريق السيسى ولكن ماذا قدمنا لانفسنا قبل ان نسعد ونهلل بما سوف تقدمه روسيا والموقف العربى ؟ ونحن نبتهج بتلك الزياره علينا الا ننسى ان روسيا لها مصالحهاى والدول العربيه لها مصالحها والمواطن المصرى له املاءته وحدود فى صبره على ماهو فيه منذ ازاحة مبارك وظله الاخوانى .
 انها خطوه مصريه  قويه وقويمه تجاه استعادة مصر لدورها الاقليمى وخلق توعا جديا من التحالف بالمنطقه يقضى على الارهاب الذى يهدد كيان مصر والدول المحيطه بها اقليميا ولكن لاننسى ان الداخل المصرى معطل ومتجمد والمواطن المصرى لم يعد قادرا على احتمال اكثر مما يطيقه بشر  ،رغم يقينى ان التوجه الروسى سيدعم عمليات التصنيع والبناء ليس ماديا بل تقنيا وليس ادل على ذلك من تاريخ التعاون الروسى المصرى السابق لكن لكل زمن حساباته ويظل تقدمنا مرهونا  بما نقدمه لانفسنا فهل نستطيع توظيف الدعم المالى العربى لدول المحور الجديد فى التنميه واستقدام التقنيه والخبره الروسيه مع العامل البشرى المصرى الذى لابد ان نخرجة من ثلاجة العصر المباركى الاخوانى  ان استطعنا ساعتها يمكننا ان نحكم على نجاح هذه الزياره فى المستوى االآنى واللاحق ، لصالج الدوله المصريه والانسان المصرى وسيكون لنا شأنا اخر وتوازنا يخدم كل اطراف المنطقه والمواطن المصرى .   
                      المنصوره / عصام يونس 13/2/2014            

ليست هناك تعليقات: