{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16].
هذه قاعدة فقهية هامة لكل مسلم مفادها
ان كل واجب عجز عن المكلف سقط عنه ، واننا مباح لنا ان ناتى بما نقدر عليه مما كلفنا الله به قدر استطاعتنا وهنا نجد الاية تماما تتفق مع قول ابى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم
"إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"
وهنا عدة خواطر حول هذه القاعده الفقهيه التى تؤكد عمق السماحه واليسر لديننا الحنيف وهى
\ اولا
ما الوارده فى الايه الكريمه مصدريه ظرفيه ، بمعنى انها تعنى قدر الاستطاعه التى يمكن يقوم بها المسلم حسب حالته ، وظرفيه اى تشمل الاستطاعه فى كل زمان طالما استمرت الحياه على الارض وهى تفيد اننا يجب ان نتناول القرآن كل عصر حسب مقتضى الحال والضروره فى ضوء كليات الشريعه والسنه وهنا يحضرنى قول النبى لمن ساله عن الحج كل عام فرد عليه النبى بان على المسلم ان ياتى ما امر به الرسول قدر استطاعته وان يتك كل مانهى عنه النبى لأن ترك الامور المنهى عنها فى الكتاب والسنه
/ ثانيا
هذه الاية ايضا تؤكد القاعده الفقيها بأن درء المفسدة مقدم على جلب المنفعه لانك ان تركت المفاسد وتخلص منها المجتمع ستحل محلها المنافع اما ان اردت منافعا وتركت المفاسد فيظل الصراع قائما والمفاسد ستنتصر فا النهاية
{يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا}.
فتركهما فى الاية يبين ايضا القاعده الفقهية ويوضحها لان مناط التحريم هو غلية المفاسد على المنافع
الاية تؤكد مايسره له لنا جميعا فى الصلاه وفى السفر والمرض وفى الصيام وفى الحج وفى كل امور الاسلام والشريعه والفقه
/ ثالثا
وماذا عن امور السياسه والاداره اليوم ؟
نقول ايضا ان الحالة تنطبق عليها تماما فتقوى الله فى اداء امانة الحكم الى اهلها كان ينبغى على من يحكمنا طبقا لهذه القاعده ان يختار الأكفأ قدر الاستطاعه
والاكفأ ليس المقصود به الاكثر تدينا او الاطول لحى او الكثر ايمانا او صلاه او ماتراه اكثر تقوى بل الاكفأ والأصلح هو من به تتم عموم المصلحة للمصريين المقصوده من وراء تولية هذا او ذاك المنصب ،
بغض النظر عن انتمائه الدينى او الحزبى او توجهه السياسى طالما سيؤدى للمصلحه بقدر مايستطيع وبقدر ما أستطعنا ان نتوخى فيه من حسن الاداره والفهم والقياده فى المجال المختار فيه
فهل نتقى الله ما استطعنا فى معاملاتنا ؟ وفى نظرتنا للاخر؟ علما بان الله لايفرق بين المسلم والكافر فى العطاء ، يعطى كلا منهما على قدر قوته وامانته وحسن اتقانه واداؤة للعمل وتحصيل المصلحه
والله من وراء القصد
بغض النظر عن انتمائه الدينى او الحزبى او توجهه السياسى طالما سيؤدى للمصلحه بقدر مايستطيع وبقدر ما أستطعنا ان نتوخى فيه من حسن الاداره والفهم والقياده فى المجال المختار فيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق