29 سبتمبر، 2012

مدرسا بين النمله والنحله ؟

يوميات مدرس
فى طريقى للمدرسه بالأمس وعلى محطه السكه الحديد المواجهه لمدرستى وجدت جيشا جرارا من النمل يسير بشكل منتظم تحمل كل نمله فيه شيئا ارى انه نوعا من الطعام تدخره تلك النملات لان الصيف اوشك على الانتهاءوهنا  تخزن النملات  مايكفيها لشتاء ربما يمنعها ان تخرج من جحورها ومساكنها اسفل الارض لشهور عده
 نظرت الى النظام والدقه والاسلوب والاداء المميز لتلك النملات الصغيره وشعرت ان بينهم كيمياء او قياده تحركهن بنظام رائع حسدتهم عليه كثيرا وقلت فى نفسى لماذا لم نتعلم نحن البشر والمصريين عامة النظام والعمل المنظم والمواظبه من النمل الذى يعمل ويدخر للمستقبل غذائه وله نظره فيما سيحل عليه من ظروف وتداعيات البيئه والمكان
 ووجدتنى اسرفت كثيرا فى متابعة النمل حتى كدت اتاخر عن موعد المدرسه وهممت للرحيل بعد مراقبتى لا ادرى لمدة كم من الوقت المهم بينما اهم اذا بى اجد نحلات تتجمع على زهرات نباتات صحراويه تنموا فى تلك التربه الاسفلتيه المهجوره منذ زمن الحتلال النجليزى وتابعتهم بشغف وخوف من ان تلسعنى احداهن فالنحل ليس بطيبة النمل 
 ولكنى فجاءة قارنت بين المشهدين مشهد النمل ومشهد النحل وانا انظر داخلى اقارنهم ببنى البشر وبى وبمهنتى كمعلم احسد النمل على نظامه واحسد النحل على نشاطه والقى باللوم على نفسى فانا لم استطع ان اكون منظما مثل النمل ولا نشيطا مثل النحل
ولكن بعد ان فارقت المكان قلت انا معلم منذ 25 عاما وتسالت هل انا نحله ام نمله؟ وايهما افضل ان اكون؟بل الأدهى ان ماورد بخاطرى هل نحن شعبا من النحل ام من النمل ؟وهنا وقفت تحت ظل شجره استريح وانا اوحاول ان اجاوب على السؤال؟
فلا نحن نجارى النمل فى نظامه ونظرته لتوفير وتامين مستقبله؟ ولا النحل فى نشاطه وفوجئت بتلميذا لى ينزل من سيارته ويحينى ويعرض على اصطحابى فى سيارته قائلا وحشتنى قفشلتك استاذى وهو طبيب اسنان يذكرنى ويعرفنى بنفسه وتعرفت عليه وقال لى  هل انت تعبان استاذى؟ انت استاذ رائع واضاف وحشتنى قفشاتك ؟  فقلت له انتم كنتم جيل عسل فقال كله من (خليتك )وضحكنا كثيرا وغادر فقلت لنفسى (عسل)  انه النحل يحول العطور لعسل اما النمل يجمع الغذاء ويدخره لعام قادم دون ان يغير فى خصائصه وموصفاته وربما يصيبه العفن بعد مجهود شاق ساعتها أدركت ان العمل المنظم ليس بكاف ليؤمن لنا مستقبلا بل العمل الخلاق المبدع الذى يحول الاشياء ويغير من طبيعتها  
فتصير كتلميذى الطبيب عسلا به شفاءا للناس وشعرت بانه ليس مهما ان تعمل وتعمل بنظام بل الأهم ان تعمل وتنتج شىء اخر مفيدا جديدا مركبا مختلفا يغير من معالم الاشياء التى يتعامل معها فلابد ان نكون نحلا نجمع اروع واذكى عطور الحياه ونحولها عسلا به شفاء لكل الانسانيه حتى وان كان النحل شرسا عندما يلسعنى فلسعته هى ارائى التى ربما السع بها غيرى او اراء غير التى تلسعنى هكذا رايتنى على مدار عمرى بارائى الجريئه السع البعض بارائى او يلسعنى معطمهم بفكرا صادما  لكننى يكفينى شرف المحاوله بان اجعلهم او اجعل من حولى متجددين وان يمتلكوا العقل والفكروحرية التعبير والنقد وفهم الاخر  لانتاج ماهو جديد ربما السع البعض او يلسعنى البعض لكن هذا رائع طالما اننا فى النهاية سنصل لمنتج جديد
 ان النمل منظم ودؤوب لكنه يعيش على ما حفظه من عام وربما اعوام وربما يضطر ان ياكله وهو عفن لانه لابديل له هكذا ارى من يقتاتون على افكار بالية تم تخزينها فى كتب الاولين كتبها مفكروا عصورا لمحاكاة واقعهم 
انه الماضى
لكن النحل رغم انه ربما يلسعنا لكنه يحول اذكى عطور الحياه لمنتج فيه شفاء للناس لانه جدد ما جمعه من الطبيعه ويخرجه عسلا 
ان من يعمل على طريقة النمله اراه يمسك مراة يرى بها ماتعكسه صور الماضى
اما من يعمل ويؤمن بنظرية النحله اره يملك مصباحا ينير به الطريق وليس مجرد انعكاسا لضوء ربما تظلم الدنيا ولا تعكس المراه شيئا
لكن المصباح(الفكر والنقد والعلم والعقل ) يعمل وان اظلمت الدنيا ويزيدها نورا ان اشرقت اشمس وخفت بعضا من ضوءها سيظل نافعا عكس المراه التى لاتعكس الا فى النور اما ان اظلمت الدنيا فلن تنيرها الامصابيح العلم والنقد البناء  

ليست هناك تعليقات: