05 سبتمبر، 2012

احذروا مصريتنا الساكنه

سألنى كثيرا ممن يتابعوننى لماذا كل صورى فى الغيطان ؟ 
لأننى احب الحقول والارض ، نعم ليس هذا فحسب ،لكن الأهم انى أرى مصريتنا الحقيقه حيث الفلاح البسيط والأرض والنسيم والخضره عندما تتحد مع زرقة السماء وصفاءها ، مع عرق الفلاح و بساطتة، والمعاناه التى صنعته ، وتحمله كل انواع الفقر والعوز ، حتى فى فلسفته وحنوه على الجاموسه والبقره وتلك النبته  الصغيره
 فمصريتنا ووطنيتنا أروع مافيها ،هى اننا شعبا علم الحقيقه بفطرته دون ان يقرأ هذه الخضره والارض المنبسطه وعلم الزراعه عرفها فلاحونا دون قراءه عنها، عكس كل دول العالم نعلم الاشياء بقلوبنا وليس بعقولنا، حتى ان بردياتنا لم تعرف كلمة عقل بل كانت عندنا قلب ، فالحكمه علمتها أمى لى وأبى وعمى وجارى دون أن يقرؤا عنها ،علموها لنا بقلوبهم قبل عقولهم 
نحن اقوياء ولا نعلم مدى قوتنا لانها كامنه داخلنا ولا نحسها،نقاوم شذف العيش ببساطه ولسنوات قمنا بثورات وغيرنا من غزونا، عكس ما يتوقعون ذهبوا جمعيا وبقيت مصر الخالده 
انا وانت لو فتحنا قلوبنا لوجدنا به تراث عشره آلاف سنه من الحضاره ،متراكمه تقبل كل ماهو رائع، وترفض كل ما يتعارض مع طبيعة ارضنا السهله المنبسطه ونيلنا المنساب فى روعه وهدوء وبساطه، تملأ الدنيا ضجيجا بحضاره راقيه! قوتنا اتضحت فى لحظات حرجه فى ثورتنا العظيمه التى كانت كامنه خرجت فى لحظه غير مألوفه وغير متوقعه لتزلزل العالم ويشهد التاريخ اننا لاجديد فى مصرنا لاننا شعبا يملك كل مقومات العزه والكرامه، طبقات من طبقات ورقائق فوق رقائق تكون قشرتنا وأصلنا المتحضر .
إن غبار وصدأ سنوات مبارك لم يمح تلك القوه المتجذره فينا رغم كل الفساد والاستبداد ولن تتغير ، هى قوة كامنه عبرنا القناه بقوة من داخلنا، وليس بقوة سلاحنا ،حينما ايقط فينا قادتنا روح البطوله لانهم كانوا مصريين يفهمون معنى ما أذكره 

  لا اظن ان سنوات الحضاره العظيمه ستنتهى بل ستظل وستنتصر مصر على     كل  دخيل من فكر سواء نخبويا او من يدعون انه دينيا، سيظل المعدن الاصيل للمصرى قابعا ينجلى فى وقت الحرج والشده 
ان شعبنا الرائع طبقات فوق طبقات من القوه والابداع مثل تربه مصر التى كونها النيل طبقات وطبقات من الخصوبه والعطاء 
ان الذين اكتسبوا بعض العلوم الدينيه من الوهابيه ، او الفلسفيه من اروبا سيفشلون امام ابداع وقوة مصريتنا ،ولن يبق لنا سوى ايمانا بالله وبمصر أدركنا به الاشياء يتبقى ان يتحول ذلك الإيمان علماوعملا نغير بهما من القشره، حتى تماثل روعة وعظمة ايمانا الراسخ بمصريتنا 
ان ماضينا وتراثنا هو منقذنا وقت الحاجه ،ان كلمات كثيره مثل ادب واخلاق وذوق وحب وموده ورقه وعذوبه عرفناها بقلوبنا وببساطه امى التى لم تدرسها فى كتاب بل ورثتها لى ،أشعر بها، وأحسها وافهمها من افعالها البسيطه ورقة قلبها وحنوها الرائع ملايين المصريين امثالى أمهاتهم لم تذهب لمدارس واباؤهم ،لكن علمونا الحكمه وحسن الخطاب،والرجوله وحب الاخر والمسئوليه لم ندرسها فى كتاب بل درسناها فى الطبيعه التى اعشقها واصورها دائما
ان الفساد الذى خلفه مبارك والفساد الذى سيخلفه النخبه والاخوان والسلفيين فى مصر دخيل علينا ،على مصريتنا ولن يدوم طويلا ، فنحن لسنا أوروبا لانفهم الاخلاق سوى عند مصلحتنا وشهواتنا ،ولسنا من صحراء نجد ننقل الاشياء كرواه لانعمل فيها احساسنا ومشاعرنا ولا نخلطها بمصريتنا
احترسوا من مصريتنا يانخباويين أنتم والأخوان والسلفيين فنحن باقون ومن عظمة الماضى تم التكوين وسنظل هكذا نصمت كثيرا ونسمعكم لكن مصريتنا ينجلى عنها الغبار ويخرج ايماننا بالله مختلطا بايماننا بمصريتنا ليمحوكم من على وجه هذه الارض المصريه العتيقه

هناك تعليق واحد:

ayman.gubr يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.