17 أكتوبر، 2012

مصر تمرض لكنها لاتموت

  لم يكن اكثر المتفائلين فى مصر  يحلم بان نتخلص بهذه السرعه من استبداد مبارك الذى جثم على نفوسنا اعواما طويله وسيظل اثره ممتدا لسنوات قادمه ، ذلك ان فعلته الشنيعه لم تكن فقط فى افساد الحياه السياسيه بشكل خاص لكن سياسته وادارته لشئون الدوله المصريه حول معظم المصريين - وخاصة اولئك الذين ترعروا فى ظل هذا النظام البائس- حولنا لمسخا من قرده كل هدفه هو تنشئه مواطن لديه كامل الولاء للسلطه السياسه متبعا فقه تعاليم الحكام للمحكمين لكنها الشخصيه المصريه التى ان مرضت  لكنها لاتموت   
 ان المصرى داخل مصر شغلته الحياه لاننا جمعيا استنفد هذا الرجل وعصابته مواردنا فتحولنا لمجرد ادوات اوالالات همها توفير لقمة عيش من الفم لليد والا ستصير متسولا فلم يعد لدى المصرى وقتا للعلاقات الاجتماعيه ولا الاسريه وشغلتنا لقمة العيش عن قيم الموده والرحمه والصله وعن النخوه والرجوله والشهامه المصريه والأدهى اننا تحولنا للصوص وصرنا نعمل بالمثل القائل ان خربت دار ابوك خد لك منها قالب
 جزءا اخرا منا انسحب من الحياه المصريه للخارج حيث تحول المصرى لمجرد حواله بنكيه متنازلا عن كرامته فى كل الاحيان رغما عنه لانه بالطبع يعيش فى وسط عربى لايعرف من الانسانيه سوى أفكار الغزو والقنص وافكار العشيره وشيخ القبيله حيث شح المياه والخضره اورثهم اقذر صفات البشر  ان هذا العربى لمجرد امتلاكه بعضا من مال اراد ان يكون  سيدا فكل من دونه عبيدمتناسيا ان مصريتنا اعمق وابعد بكثير واكبر من ثرواته التى لم يتعب فى جمعها بل استخرجها له الغرب من جوف الارض  واعطاه جزءا منها يتعالى به على باقى البشر ويتاجر بدمائهم واعراضهم ويلهوا به لانه فى الاصل لايعرف من المدنيه والتحضر سوى النموذج الاستهلاكى والانفاق والتباهى وجلب العبيد والتلذذ خاصة باستعباد المصرى الخانع الذى لم يجد حلا لماساته سوى ان يقبل الذل عند عربى جاهلا بدلا من ان يكون ذليلا وشحاذا خاوى اليدين فى وطنه المسلوب الذى يملك من الثروات ما يتسيد به الارض لان بمصر خزائن الارض ما قال سيدنا يوسف .
 على المصرى المستعبد فى تلك البوادى ان يصرخ باعلى صوته قائلا  علينا ان نفيق ونعود لرشدنا وكفانا مسخا لشخصيتنا المصريه الراسخه
ان مصر هى ذلك الكيان العملاق وليست مجرد ارض بحدود ، قهرت كل من حاول بسط نفوذه عليها هو ذات الكيان نفسه يمتلك الاراده والمقدره على دحض ومحق  من يريد استعبادها وعودتها لحظيرة العرب تحت مسميات  باسم الدين كلها محض افتراء ولا اساس لمفتعليها من الصحه سوى التظاهر بالتدين وكسب معارك وهميه انتخابيه ومسخنا جمعيا كى نظل عبيدا ننظف حظائر المواشى العربيه   
 ان مصر لن تكون سوى مصر لها تفردها وفرديتها
 وما نراه اليوم ليس الا مجرد امتداد للجهل والتخلف الذى احدثه  مسخ وتشويه الشخصيه المصريه القويه   
ان الثوره ستعود لمسارها الثورى الصحيح ربما بعد عشرة سنوات او اكثر او اقل على حسب قدرة الشعب على التمييز والفهم وقدرته على فهم المعنى العام والصحيح للحريه وقدرته على استعادة ذاته وتفرده المصرى  
 اننى اعول على الشخصيه المصريه كثيرا ونمو الوعى الجمعى للمواطن المصرى وعلى قدرته على نبذ وفرز كل من يتنازعون السلطات  ساعتها سيبقى ماهو مصريا اصيلا  وسيتم قذف كل الافكار العابثه بمصر الى مزبلة التاريخ 
 وربما لاننتظر طويلا لان الفصيل الذى اراد كل شىء سريعا سيفقد كل شىء اسرع    

ليست هناك تعليقات: